هادي جلو مرعي
الصراع والمناوشات
الكلامية والتصريحات النارية شيء رائع عندما يكون نابعا من القلب، ونتاج المباديء،
وليس نتاجا للمنافسة ومن أجل المصالح، والتسقيط، ومحاولة كسب الجمهور، وممارسة
الخديعة معه، وحين يكون الجمهور بعيدا عن خبايا الأمور، وأسرار الصالونات
السياسية، ومايكيده السياسيون لبعضهم، ويدبرون المكائد للإيقاع ببعضهم تجنبا
للمصاعب التي يسببها التنافس، وحتى لو أضطروا للكذب والتدليس والإفتراء، وتحييد
الأخلاق، وهامش الشرف الذي لابد للمشتغلين في السياسة من عدم تجاهله لأنه يخلق
نوعا من التوازن بين حالة الرغبة في الإنتقام، ومايقابلها من ضمير ووجدان.
الذين يهاجمون
الحكومة لجهة ضعف الرد على تجاوزات طرف إقليمي ما سواء كان عسكريا، او سياسيا، أو
على الحدود، والموارد والمياه، وآبار النفط، وحتى المراعي والأنهار، يدركون تماما
قدرات الدولة العراقية، ومايتوافر لدى الحكومة من أوراق ضغط في ظروف أزمة، ومنافسة
سياسية، وتدخلات خارجية، ووجود قوات أمريكية ماتزال تمسك بالأرض في أنحاء من
البلاد، ولديها قواعد عسكرية تمكنها من التأثير في الداخل العراقي، وفي طريقة
تعاطي المنظومة السياسية على المستوى التشريعي والتنفيذي مع التطورات المحيطة بالعراق،
ونوع الضغط الذي يواجهه خاصة وأن الدول المحيطة به تملك عوامل الإستقرار السياسي
والإقتصادي، ولديها قدرات سياسية وعسكرية عالية، بينما مرت الدولة العراقية بفترات
من الحروب والحصارات والازمات السياسية والإقتصادية والإضطرابات القومية والطائفية
التي تجعل من كل حكومة تاتي شبيهة بمعالج يحاول تخفيف الآلام ووقف النزيف من انحاء
من الجسد المنهك والذي تنتشر فيه الجروح وتغطيه الدماء.
يقول البعض: ان علينا
وقف التبادل التجاري مع تركيا، وإن علينا الرد بطرق مبتكرة وصادمة، بينما هم
يدركون حجم مايمتلكه العراق من عوامل القوة التي تؤهله لإخافة، وعزل تركيا التي
تتمدد بإتجاه سوريا، ودول عربية حتى وصلت الى شمال أفريقيا والصومال، ويتجاهل
البعض إن ماتقوم به تركيا ضد الأكراد هو في مصلحة العراق على المدى البعيد لأن
هناك رفضا للمشروع الكردي في شمال العراق، ومناطق كردستان في سوريا وإيران وتركيا،
وهنالك رفض من قبل عواصم هذه الدول لإقامة دولة كردية، وهو الحلم الذي طالما عاش
لاجله الأكراد وتمنوه وهم يعتقدون إنهم قرببون منه، وهل يتخيل البعض ان تقوم
القوات العراقية بغزو تركيا وإحتلال انقرة، وقصف إستنبول؟
0 تعليقات