آخر الأخبار

الانترنت وانتهاك الأعراض

 

 

 

هادي جلو مرعي

 

 

    قد أكون محتاجا للتذكير بواقعة مهمة في التاريخ الإسلامي تتعلق بمعركة كربلاء الصادمة، حين طلب الحسين بن علي من خصومه الإنشغال بقتله، وعدم التعرض لحرمه، وكان يعني النساء والأطفال العاجزين عن المقاومة، والمحتاجين للرعاية، وربما يدفعني الى ذلك انشغال الناس بحروب الانترنت، والتجاوز على حرم الناس، والنساء خصوصا، وحتى قتلهن لتوافه الأسباب، وتعمد قذف المحصنات بأشنع التهم والأوصاف لتسقيطهن، أو لتسقيط شخص ما، وحتى مسؤول ما، ولم يعد هولاء يرتدعون لابدين، ولابأخلاق، ولايتوقعون حين يشتمون إمرأة، أو يستغلونها، أو يقذفونها بتهم سيئة أن أخوات لهم، أو امهات، أو بنات هن الأخريات معرضات لذات التسقيط والخداع والقذف بتهم باطلة.

 

 

     لاأشك أبدا بقدرة الجهات الأمنية المختصة على متابعة هذه الحالات من السلوكيات القذرة التي يقوم بها عديمو الشرف على الأنترنت، وعبر مواقع التواصل الإجتماعي للتشهير بسيدات محترمات، وفتيات مجتمع، وطالبات مدارس وجامعات، وموظفات دون أن يمنعهم شرف، أو ضمير، أو إحساس بالمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع، ويتغافلون أنهم مسؤولون عن نساء يرتبطن بهم برابطة أسرية، ومعرضات لما يتعرض له بقية النساء والفتيات في المجتمع.

 

     يفقد المجتمع الكثير من قيمه الأخلاقية والتربوية التي تتهاوى وتنهار وتداس بالأقدام، ولم تعد التربية المنزلية والعادات والتقاليد والسلوكيات الأخلاقية هي الحاكمة لتصرفات الفرد، وخاصة الفرد الناشيء الذي إنفصل عن أسرته، وتحول الى ان يكون أباه هو الفيس بوك، وأمه هي تويتر، وخاله الإنستجرام، وعمه التيليجرام، وصديقه التانجو، ورفيق دربه البوبجي، وصار منفلتا عن الكلمات الطيبة، والسلوكيات المنضبطة بعد أن تفككت منظومة الأسرة، وصار الطفل ذي الخمس سنين ندا لأبويه يقول كلاما لايفهمانه، بل ويعدل ويبدل كيف شاء دون خشية من ردات الفعل التي كانت تحكم سلوك الأفراد في السابق، وتضبط إيقاع الحياة وحركة المجتمع.

إرسال تعليق

0 تعليقات