آخر الأخبار

مأمون الشناوى : سيادة الرئيس : هذا كثير !! *

 

 

 

 

كل ماتفعله - ياسيادة الرئيس - لاقيمة له والإنسان المصري يتضوّع جوعاً ، ويعاني شَظَفَ الحياة ، وكل تلك المجهودات التي يسميها البعض إنجازات ، ولايتنازل البعض الآخر عن نعتها بالاعجازات ، تذهب سُدى وتذروها الرياح ؛ ما دامت عيونكم على رغيف خبز الفقير ، ولمبة كهرباء المُعدم ، وركوبة المُضطر للذهاب إلى محل عمله أو إلى بيته !!.

 

 

بالله عليّك - ياسيادة الرئيس - هل تلك اللُقيّمات التي قضمتموها من فم هذا المسكين ، هي التي ستبني الفنادق الفاخرة والأبراج العالية والأنفاق والكباري ومحطات المترو الساحرة ، وتُسددون بها ثمن قطاراتكم التي مُحرمٌ عليّه ركوبها !!.

 

أليست لكم مصادر أخرى تغنيكم وتنسيكم هذا الكادح الذي ضاقت به الدنيا ، فأظلمت في وجهه ، وسُدت أمامه سُبل العيش الكريم ، هل جمعتم كل الضرائب المستحقة من اللصوص والأثرياء الذين ابتلعوا الوطن كله في كروشهم طوال عهد مبارك ، ومازالوا يعبون من خيراته حتى بشموا وانتفخوا ، إن نظرة عابرة من أعلى إلى خريطة مصر تُبيّن لكم أين تكمن ثرواتها ، ومن هم الذين نهبوها ، القرى السياحية في الساحل الشمالي وعلى شاطئ البحر الأحمر ، ومدينتي والرحاب وغيرها والتي تم تخصيص أرضها بقروش زهيدة ، ثم بيعت بمليارات الجنيهات ، هل بحثتم عن مليارات بيع القطاع العام أين ذهبت ، هل نقبتم عن مليارات أصحاب المعاشات أين اختفت ، ما هي أخبار اللجنة التي شُكلت للسفر إلى سويسرا لمعرفة حقيقة ثروة مبارك !!.

 

تركتم كل هذا وانشغلتم برغيف الخبز المدعوم !!.

 

لكم آلمتني - يا سيادة الرئيس - تلك السيدة التي رأيتها في السوق تبكي ، فقد اعتادت أن يكون فطورها قرصيّن من الطعمية ورغيفيّن من الخبز تبتاعهم من الفُرن القريب ، قبل أن يفرجها عليها الله ويسوق لها زبائن تشتري منها جبنتها القريش التي تأتي بها من قرية بعيدة ، فاليوّم عليها أن تشتري أربعة أرغفة لفطورها كل صباح ، وهي التي تقطع المشوار على قدميّها ذهاباً واياباً ، ربما يستهين بعضنا بذلك ، ويستصغروه ، لكنه والله عند هؤلاء الناس كبير ومؤثر ومؤلم !!.

 

إن الحُكم الرشيد - ياسيادة الرئيس - يكون بانحيازه إلى فقراء الوطن ، لا إلى أثريائه ، واني أرى مساحة الاهتمام بالفقراء على خريطتكم تضيق حتى تكاد تنعدم ، ولا يخفى عليكم ياسيدي أن هذا الفقير هو وقود هذا الوطن ، وهو ملح الأرض فيه ، هو المدافع عنه عند الخطر ، أما هؤلاء الأثرياء فقد أعدوا عُدتهم للهروب خارجه على متن طائراتهم الخاصة عند أول إنذار ، تسبقهم ثرواتهم التي نهبوها من خيراته ، وأنتم تنظرون !!.

 

* مأمون الشناوي *

إرسال تعليق

0 تعليقات