هادي جلو مرعي
كلما إحتجت لإختصار الطريق أمر
مساءا من شارع النضال بحثا عن منفذ نحو شارع فلسطين، وأجوز الطريق الفرعية التي
تمر على وزارتي التعليم العالي والتربية، وكنت أرى بعض الشبان الرابضين على الرصيف
ترقبهم عيون الحراس، ممددين، وبعضهم في غفوة، ويحدوهم الأمل في إستجابة ما لانشعر
بحرارتها نحن الذين مررنا بها في زمن مضى، وقد تحولنا الى ماهو أرحب، وحصلنا على
مانظنه فرصة ملائمة للحياة في بلدنا الصعب.
ثقافة التعامل مع المتظاهرين
في البلدان المستبدة لايمكن الوثوق برسوخها، وقد تمر بمنعرجات صعبة وقاسية، وفي ظل
التحولات الحادة في المشهد العراقي، وعندما حصل التغيير كانت الفرصة مواتية لنهج
جديد إصطدم بالفوضى، وعدم الوضوح، ومعه كانت نوايا السياسة والمصالح تعطل أي طرح،
أو فكرة موضوعية لنهج ثابت يلبي الحاجات، ويتلائم مع متطلبات كل مرحلة، ويفهم
تطلعات الناس ويلبيها، ولنغادر دائرة الفوقية والإستعلاء الذي يمكن أن يكون حدا
فاصلا بين المسؤول والمواطن.
ثقافة التعامل مع المتظاهرين
وجدتها خلال الأيام الأخيرة تطورت كثيرا خاصة مع التبديل الوزاري، ومع إستمرار
طلاب المدارس والإعداديات ومؤسسات الوزارة في طرح قضايا تحتاج الى روية في
المعالجة، والنظر بعين الرأفة، والفهم العالي، والتعامل بمرونة، وهو أمر يثير
الإرتياح خاصة حين يجد المتظاهر، أو صاحب الحاجة، والذي ثقلت عليه الهموم أن هناك
إستجابة ليست مرتبطة بشخص المسؤول، وإنما بالوزارة بأسرها بكل أقسامها، وفروعها،
ومديرياتها، وخاصة في مبنى الوزارة الذي تحول الى قبلة لكل من لديه مطالب، وهي
مطالب محترمة ومقدرة، وشكلت إستجابة وزارة التربية الواعية للمطالب والتحديات
تحولا يمكن أن يكون بوابة لما هو أفضل وأشمل، وتمكن من تنفيذ القرارات، والإستجابة
للمشاكل التي يواجهها الطلاب والمدراء والموظفون والأسر التعليمية والتربوية في
المدارس والإعداديات، وهو أمر نتمنى أن يتحول الى ثقافة عامة في مؤسسات الدولة،
يطبعها السرعة في الإستجابة، وإيجاد الحلول لكل مايعترض ذوي الحاجات من معاناة.
0 تعليقات