علي الأصولي
بعد أن عجز الآخر عن دفع ما تواتر ومناسبة الغدير وتنصيب علي بن أبي طالب (ع)
للإمارة الدينية والسياسية. وفقا بدلالة مفردات الحديث ومناسبات الحكم والموضوع
على ما يعبرون أصوليا.
بعد أن عجز عن دفع أصل وقوع الحادثة والمناسبة ذهب صوب دلالة مفردة ( المولى
) وتعدد معانيها في للغة العرب وصرف مرادها لغير ما أراده الله ورسوله منها. على
تفصيل مذكور في المطولات.
ما يعنيني وهذا المقام هو محاولة الالتفاف على فكرة - العيد - والاحتفال
بهذه المناسبة بدعوى توقيفية الأعياد!
وقد أثير هذا الإشكال في ما مضى وقد تم الرد عليه من هذه الصفحة. واصل الإشكال
- كما لم يحتفل به عيدا ولا أحد من الشيعة خلال القرون الثلاثة الأولى فضلا عن
أئمة أهل البيت وإنما بدا الاحتفال به كعيد للولاية السياسية والخلافة في العهد
الفاطمي والعهد البويهي في القرن الرابع الهجري - وقد بينا سابقا. أن ثمة نصوص
اعتبرت هذه المناسبة عيدا من قبيل ما روى الشيخ الصدوق في - الأمالي - ص 187 - 188
- عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( ع ) ، قال : قال رسول الله ( ص )
: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب
أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه
الدين ، وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا...).
وجاء في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي - ج 3 - ص 143 - 147 - سمعت أبا عبد
الله الصادق (ع) يقول : ... وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عز وجل نبيا قط
إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي
الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ...).
وروى الشيخ الصدوق في - ثواب الأعمال ،ص 74 - 75 -
عن أبي عبد الله (ع) قال : قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال
نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما ، قال قلت له وأي يوم هو ؟ قال يوم نصب أمير المؤمنين
(ع) علما على الناس ، قلت جعلت فداك وأي يوم هو ؟ قال إن الأيام تدور وهو يوم
ثمانية عشر من ذي الحجة ، قال قلت جعلت فداك وما ينبغي لنا ان نصنع فيه ؟ قال
تصومه يا حسن وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته وتتبرء إلى الله ممن ظلمهم وجحد
حقهم فان الأنبياء عليهم السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه
الوصي أن يتخذ عيدا ، قال قلت ما لمن صامه منا ؟ قال صيام ستين شهرا...).
وروى الشيخ الصدوق في - الخصال ص 394 - بسند معتبر : عن أبي عبد الله (ع) قال
: ... ويوم الغدير أفضل الأعياد ، وهو ثامن عشر من ذي الحجة ...
وقد روى الشجري في - الأمالي ، ج 1 - ص 191 - 192 - ما يؤكد الأخبار التي
جاءت عن الإمام جعفر الصادق (ع) قال ... قال سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول : الثامن
عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه ، وهو
الذي أكمل الله ...)
وقال الشيخ المفيد في - المقنعة ، ص 204 - وتطابقت الروايات عن الصادقين من
آل محمد (ع) بأن يوم الغدير يوم عيد ، سر الله تعالى به المسلمين..
نعم: وبصرف النظر عن هذه المرويات التي فيها دلالة على أن موضوعة الغدير
أقدم من احتفالات الدول ذات الطابع الشيعي بل إن هذه الدول لم تحتفل إلا بذريعة
هذه المرويات.
وكيف كان: أن العيد هو فرح والاحتفال بالأصل في أي مناسبة كانت من المباحات
في أصل الشريعة. والتذرع بالتوقيفية لا يفيد المستشكل بإيراد الإشكال لأنه ببساطة
الفرح الغديري مناسبة تذكرية فحسب. ومع الإصرار على التوقيفية نتمسك بالأصول
المروية والى الله تصير الأمور.
0 تعليقات