علي الأصولي
لم يكن تحرك الإمام الحسين بن علي(ع) من الحجاز للمدينة إلا بوجود
ثمة أسباب داعية وهذا التحرك.
منها ما نصطلح عليه في علم الأصول - تنجيز التكليف الشرعي - فهو
تحرك مع من كان معه بعد وصول الكثرة الكاثرة من كتب أهل الكوفة. الحاثة بالاستعجال
إليهم المستعدة للنصرة في حال قدومه.
ومع انشغال الناس في مناسك الحج توجه الإمام ومن معه صوب العراق.
ولذا سلك الطريق الأعظم دون غيره.
إلا أن وصل في إحدى المحطات وعرف انقلاب الأوضاع لصالح حكومة الشام
وخذلان الجماهير الكوفية التي كاتبته. فما كان عليه إلا فتح قنوات الحوار وبعدها إلقاء
الحجة ومن ثم الصدام المسلح.
نعم: أحد أهم الأسباب لقلة الناصر بل أهمها على الإطلاق في عقيدتي
- هي عدم وضوح مفهوم الإمامة الشيعية كما هي واضحة عندنا اليوم. في ذهنية الكثير
من الناس آنذاك. وهذا اما راجع للإعلام المضادة تارة أو ولاءات الناس السياسية
المفضية لعدم معرفة طبيعة الإمامة.
وأما التذرع بوجود الآلاف مؤلفة في الكوفة يمكن عدهم من القواعد
التي كانت موجودة على أيام حكومة علي بن أبي طالب(ع) فهذا الفهم غير صحيح ومجانب
للصواب.
لان اغلب أنصار الإمام علي (ع) هم أنصار للخط السياسي وليس أنصار
للخط العقائدي. وهذا معلوم ودونك انقلاب المعسكر أيام صفين وفتنة الخوارج،
بل تجد الآلاف ممن سمع حديث النبي (ص) في غدير خم وبعد رحيل الخاتم
(ص) دخلوا تحت بيعة - فلان –
وبعد أن عرفت لأحد أهم الأسباب على الإطلاق. فلا تذهب بها عريضة
وتقترح من عندياتك ومخيالك أن جيش الإمام الحسين(ع) ممتد على طول خارطة الكوفة
وكربلاء والقادسية وصولا لمندلي في محافظة ديالى اعتمادا على تناثر القبور من
الفرات الأوسط صعودا لبغداد على أن الكثير من هذه المراقد إما لا أصل لها أو لها
قصص أخرى والى الله تصير الأمور.
0 تعليقات