"يا مريم" رواية عن الوجع العراقي لسنان أنطون...
تثير الرواية أسئلة جريئة وصعبة عن وضع الأقليات في العراق وإسقاط الجنسية
كما تصور التعايش الذي كان بين الديانات
يا مريم رواية عراقية للكاتب سنان أنطون صدرت عام 2012 عن دار الجمل ورشحت
ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لعام 2013.
في “يا مريم”، في المدرسة، في زمن سابق لتهجير يهود العراق، أي قبل العام 1950،
عام إسقاط الجنسية عن اليهود، كان يوسف المسيحي يتوسط نسيم حزقيل اليهودي وسالم
حسين المسلم، وكان الثلاثة أصدقاء، وجاءت أحداث العام 1950 لتفرق بينهم. ومع أن
والد نسيم رأى في أحداث الفرهود غيمة عابرة، وأنها ستمرّ، ولهذا لم يفكر في مغادرة
العراق، إلاّ أن الهجمات على أماكن كان اليهود يرتادونها جعلته يرحل،
لقد فصل والد نسيم من عمله وجمدت أموال العائلة وممتلكاتها، فقررت هذه أن
تسجل أسماءها لتهاجر، وهاجرت، وهكذا فقد الصديقان المسلم والمسيحي صديقهما اليهودي.
وفي هذه الرواية نجد كذلك رؤيتان متناقضتان لشخصيتين من عائلة عراقية
مسيحية٬ تجمعهما ظروف البلد تحت سقف واحد في بغداد.
يوسف٬ رجل وحيد في خريف العمر٬ يرفض أن يترك البيت الذي بناه٬ وعاش فيه نصف
قرن٬ ليهاجر. يظل متشبثا بخيوط الأمل وبذكريات ماض سعيد حيّ في ذاكرته. مها٬ شابة
عصف العنف الطائفي بحياتها٬ فشرد عائلتها وفرقها عنهم لتعيش لاجئة في بلدها٬
ونزيلة في بيت يوسف. تنتظر مع زوجها موعد الهجرة عن وطن لا تشعر أنه يريدها. تدور
أحداث الرواية في يوم واحد٬ تتقاطع فيه سرديات الذاكرة الفردية والجماعية مع
الواقع٬ ويصطدم فيه الأمل بالقدر٬ عندما يغيّر حدث حياة الشخصيتين إلى الأبد. تثير
الرواية أسئلة جريئة وصعبة عن وضع الأقليات في العراق٬ إذ تبحث إحدى شخصياتها عن
عراق كان٬ بينما تحاول الأخرى الهرب من عراق الآن.
0 تعليقات