آخر الأخبار

صاحب المقام المجهول ..عالم الاجتماع الذي تجاهله الفيلم لماذا لم يهدي الفيلم لروح الدكتور سيد عويس


 




 

روبير الفارس

 

 

بين العقلانية الجافة و التشدد السلفي يعتبر البعض أن النجاة في الروحانية الصوفية .التي تعد ملجأ لكثيرين في تخفيف ضغوط الحياة القاسية .وبالهروب الي هذا العالم المعبر عن رحابة الدين الشعبي نسج إبراهيم عيسي فيلمه الجديد صاحب المقام الذي قام ببطولته أسر يسين ويسرا وأمينة خليل وبيومي فواد مع عدد كبير من ضيوف الشرف بقيادة المخرج واثق الخطوات محمد العدل .

 

 

 

وموسيقى خالد الكمار .  تدور الأحداث حول رجل أعمال قاسي تقريبا بلا مشاعر و لأهم له غير ربح الصفقات وجمع الأموال أنه يحيي أو أسر الذي يودي الشخصية ببراعة وبلا تكلف وواضح من بداية الأحداث أن إبراهيم عيسي يستوحي واقعة اختطاف عمال تابعين لشركة مصرية في العراق ليقدم بطله غير المهتز أو الخائف من اي عمل أخرق يقوم به الخاطفين .

 

( حدثت واقعة ممثلة مع رجل الأعمال نجيب ساويرس ) ويتواكب ذلك مع هدمه مقام في أرض يريد أن يقيم عليها كومباوند .

 

 

وهنا تتوالي عليه خسائر وكأنها عقوبة من الولي صاحب المقام والمدعو سيدي هلال .فيخسر أموال في البورصة وتحرق فيلته في الساحل بماس كهربائي ثم تدخل زوجته أمينة خليل في غيبوبة وهنا فقط يهتز ويظهر حبه الذي لم نري في المشاهد الأولي ايه بادرة للتعبير عنه .وفي المستشفى تظهر له يسرا التي تحمل اسم " روح "في عدد من الوظائف المختلفة وتحثه علي البحث عن من أغضبهم لتبدأ رحلته بين أولياء الله الصالحين .باحثا بين الحسين والسيدة نفيسة ثم يذهب في مشهد محشور الي كنيسة أيضا .ولكن محور الفيلم يبدأ مع زيارته إلى الأمام الشافعي حيث يكتشف أن هناك مصريين يكتبون رسائل الي الإمام الشافعي لتبدأ رحلة هبوط رحل الأعمال الي عالم المستضعفين ليحقق أمنياتهم وهنا يمكن أن نوجه عتاب لإبراهيم عيسي لأن سيناريو الفيلم هنا اعتمد على فكرة كتاب عميد علماء الاجتماع الدكتور سيد عويس صاحب الدراسة الشهيرة رسائل الي الإمام الشافعي هذه الدراسة التي حللها الدكتور سيد عويس فيها 163 رسالة مرسلة لضريح الإمام الشافعي ،وصدرت في كتاب طبع لأول مرة سنة 1965 ، ولكن الرسائل المدروسة تواريخها بين الفترة 1952 و 1958.

 

 

فكان من الاليق عليه كسيناريست أو علي أسرة الفيلم اهداء الفيلم الي روحه أو الإشارة له بصورة أو أخري وقد ظهر بالفيلم فعلا شخصية دكتور في الجامعة فكان من الممكن أن تحمل هذه الشخصية اسم الدكتور عويس .لانه صاحب المقام المجهول في علم الاجتماع المصري علي كل حال يدور الفيلم في سياق هذه الرسائل .لنجد مجموعة من القصص الإنسانية الرقيقة والتي يتألق من خلالها ضيوف الفيلم رغم المشاهد القصيرة الا انها اتاحت لتقديم جرعة من الدراما والاكشن والكوميديا لمع خلالها الفنان محمود عبد المغني حيث قام بدور الزوج المدمن ببراعة شديدة و استطاع أن يسرق الكاميرا بانفعاله الصادق .كما سجل الفيلم الأداء المعتق الاصيل للراحلين ابراهيم نصر ومحمود مسعود .

 

 

وكما هو متوقع تشفي الزوجة التي استغلت الموقف ليعود زوجها الي عالم البشر .ويختم الفيلم بإعادة بناء المقام كأنه لا حل وسط مابين العقلانية والسلفية وطاحونة الماديات التي تدهس الإنسان غير الصوفية وكأننا في عالم بلا اختيارات متعددة.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات