هادي جلو مرعي
مؤتمر في عمان جمع الملك الأردني عبدالله بن
الحسين بن طلال الهاشمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة
العراقية مصطفى الكاظمي الذي عاد من واشنطن، وتوجه الى عمان، وعاد منها ليستقبل
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في
المنطقة الخضراء، ويستعد الى السفر في زيارة منتظرة الى المملكة العربية السعودية
خلال أيام قليلة مقبلة، وكانت مؤجلة بسبب مرض الملك سلمان بن عبد العزيز.
في عمان عقد المؤتمر الذي يبحث في ماسمي
مشروع بلاد الشام، وهو تكتل اقتصادي عربي كان له مثيله الذي أسس عام 1990بتعاون
بين بغداد وعمان والقاهرة، وكان مزعجا لدول الخليج التي رأت فيه منافسا خاصة وإنه
يجيء بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية المدعومة خليجيا، وكان لدول الخليج أن
ترحب به لو كان في مطلع الثمانينيات لأنه سيكون إضافة مهمة، لكنه جاء بعد شعور
صدام حسين إن دول الخليج غدرت به، حتى ذهبت الأمور الى إجتياح الكويت وماتلاه من
تداعيات إستمرت حتى سقوط بغداد.
دول الخليج باستثناء قطر مرحبة بمشروع بلاد
الشام الذي تغيب عنه عاصمة الشام دمشق لأسباب معروفة مع إن دمشق تقترب أكثر من مصر
والأردن، ودول الخليج لذات الأسباب التي أسس بسببها هذا المشروع الاقتصادي
والسياسي المترابط، وهناك محاولات جادة لتحييد الأتراك والإيرانيين الذين يتصرفون
وكأنهم يتقاسمون المنطقة بسبب الصراع المحموم على مصادر الطاقة والنفوذ، ولتقاطع
المصالح والأفكار. فالصراع مثلما إنه مفتوح على جميع الاحتمالات، فأسبابه عديدة
أيضا، وهذه المرة فإن دولا عدة قلقة من التحركات التركية في منطقة الخليج، وشرق
المتوسط حيث لم تتأخر أنقرة في إرسال قوات الى ليبيا، وأسست قاعدة في قطر، وبدأت
محاولات جادة للتنقيب عن النفط في البحر المتوسط، وأثارت غضب اليونان ومصر وفرنسا،
بينما تتحالف مع إيران في جبهات عدة مضطربة.
مطلوب من العراق وفقا لمعادلة الصراع أن
يخرج من الشرنقة الإيرانية، وأن ينزاح أكثر الى المحيط العربي، ويبتعد عن تركيا،
بل ويكون بوابة شمالية وشرقية ليعاضد جهد دولا أخرى كالسعودية ومصر والإمارات،
وحتى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ليكبح جماح إيران وتركيا، لكن ليس هناك من
شيء مؤكد في خضم هذا الصراع المحموم الذي سيستمر طويلا، وربما لن نشهد له نهاية قريبة.
0 تعليقات