علي الأصولي
ليس كل المرويات التاريخية صحيحة. وليس كلها منحولة أيضا. والفصل
بين الصحيح والمنحول أو الموضوع هو الدليل الدال على ثبوتها،
وقد ذكرت أن المنهجية المختارة هو النظر التفريقي بين المصادر
القديمة والمتأخرة فلا يمكن اعتبار نقولات القرن الثالث أو الرابع كنقولات القرن
العاشر.
وهنا يمكن. أن نستعرض مثالا تطبيقيا على ما ذكرناه هناك أو هنا.
لتقريب بيان المختار عمليا.
ورد عن لسان الإمام الحسين (ع) خطبة مفادها ( خط الموت على ولد آدم
مخط القلادة على جيد الفتاة. ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي
مصرعا انأ لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن
مني اكراشا جوفا واجربة شغبا، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت
نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له
في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على
لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنني راحل مصبحا إن شاء الله ) أنتهى.
فمثلا هذه الخطبة أو الرواية، اوردها ابن نما الحلي في كتابه( مثير
الأحزان ) والحلواني في ( نزهة الناظر وتنبيه الخواطر ) وابن طاووس في ( اللهوف )
وغيرهم .
بالتالي. لم ترد هذه الخطبة في المصادر الأولى بل وردت في مصدر
متأخر بلا سند يذكر وأقدم مصدر لها ( نزهة الناظر ) للحلواني. - ق5 هجرية -
والاغلب أخذها من ابن نما الحلي( 645 ) هجرية. بالنتيجة بين أقدم مصدر وبين عصر
الإمام الحسين(ع) أربعة قرون!
هذا ما بينه الباحث الشيخ حيدر حب الله. في - موقعه - وأضاف بما
مضمونه - حتى على مبنى الوثوق - فيصعب التمسك بها لعدم وجود قرائن عليها. فضلا عن
مبنى حجية خبر الواحد الثقة!
إذن أمامنا خطبة لا مصدر قديم لها ولا سند يمكن أن يصححها.
إن قلت: هي مجرد خطبة فلا معنى والبحث السندي لها كوننا لسنا في
مقام الفقه واستدلاته،
قلنا: نعم. ولكن يبقى الكلام حول المصدر فهو ليس من المصادر
الأولى. التي من خلالها يمكن رسم خارطة حركة الإمام الحسين(ع). التي هي مثار
الدراسات التاريخية الحديثة. الخاصة بموضوعة الأهداف.
وكيف كان: وأن شرح بعض فقراتها السيد الأستاذ بدون التطرق إلى مناقشة
ثبوتها من عدمه. في بعض كتبه وتعرض لها في أحد خطب جمعه آنذاك. إلا أن في بعض تاؤيلاته
أحتاج إلى مؤونة زائدة للتقريب وهي بعيدة على كل حال. والى الله تصير الأمور.
0 تعليقات