آخر الأخبار

البعٌد السياسى فى حركة الأئمة (2)

 

 





 

علي الأصولي

 

المواجهة العلمية،

 

بعد أن أرست قواعد المشروع المرواني - إسلام السلطة - شهدت الساحة كما هائلا من الأحاديث المزيفة والمنحولة للسنة النبوية وعلى لسان أكابر الصحابة بل ولم تسلم عائشة زوج الرسول(ص) من التقول على لسانها.

 

لك أن تعرف بأن نفس البخاري في صحيحه انتخب من الأحاديث ستمائة ألف حديث زعم أنها صحيحة!!

 

ومن هنا تعرف الاحترافية بالإنتاج الحديثي المزور والموازي للسنة النبوية الصحيحة!

 

غير ان اكبر عقبة صادفت المؤسسة الدينية المنتجة والمصدرة للدين الموازي هي عقبة وجود الإمام الباقر(ع) في مسقط رأسه وأمام مسمع ومرأى فقهاء المدينة آنذاك.

 

ومن بعد الصمود التصحيحي الباقري جاء دور جعفر بن محمد الصادق (ع) معلنا بحضور أصعب الأرقام الفقهية والدينية في المنطقة ما بين المدينة والكوفة. المعقل الشيعي الأبرز في تلك الحقبة.

 

وكيف كان: شهد عصر الصادقين (ع) تكوين العقل الشيعي الإمامي وصقله ورفده بمخزون علمي مكثف وأن أنتج هذا العقل بعض الإخفاقات والتي رافقت ظهور طبقة من الغلاة.

 

مما عكر الجو الشيعي في بعض المفارقات.

 

لكن المهم. هو وجود مرجعية موازية للإسلام السلطوي من جهة وللأفكار الاجتهادية المنتشرة في الوسط الإسلامي من جهة أخرى.

 

وهنا قد تكونت النخبة الشيعية فظهر فقهاء ومتكلمين وحفظة أحاديث. وكان أصحاب الأئمة(ع) خير معين في نشر الدعوة للإمامة الإلهية. التي شكلت حضورا متميزا في الساحة العلمية آنذاك.


الخطوط التأصلية،

 

أغمض الإمام الباقر (ع) عينيه في الجملة عن موضوعة التأصيل السياسي. وكان السبب الأهم هو مواجهة الأولويات ومن أولويات المواجهة هو الانحراف الذي أصل بإشراف فقهاء البلاط وعلى رأسهم الزهري.

 

ولذا نجد أن التركيز انصب على الخطوط العلمية بلحاظ التأصيل.

 

منها: عدم الخوض في الترف الفكري الوافد والكلام في ذات الله أنموذجا.

 

ومنها: التنظير حول مفهوم الإمامة بعرضها العريض.

 

ومنها: حصر صحة العمل بطريق أهل البيت(ع) كون الناس شرقت وغربت في ظل تزيبف الوعي الإسلامي.

 

ومنها: الإعلان عن حرب الاتجاهات المغالية.

 

وغيرها من التأصيلات التي بانت ملامحها واكتملت على يد فقيه أهل البيت (ع) جعفر بن محمد الصادق(ع).

 

فكانت بحق وهذه المبادرة إعادة التوازن للإسلام والمسلمين في ظل ما شهد التاريخ ذلك من مشاكل.



الإمام الصادق(ع) والدولة العميقة،

 

من يقف على نظام الوكلاء بمختلف درجات الوكالة ومهامهم المختلفة في الجملة وطبيعة التنسيق الشبكي ابتداء من عنوان الوجهاء إلى عنوان الخادم. فسوف يقف على جهاز محكم أشبه ما يكون بالدولة الموازية لدولة آل العباس.

 

هذه الخطوة الصادقية والتي كانت ظاهرة حديثة في الساحتين الدينية والسياسية سرت معالمها ومسيرة من جاء بعده من الأئمة (ع) بل لوحظ الاختراق لأعلى أجهزة السلطة على يد الإمام الكاظم (ع) ووزيره ابن يقطين.

 

ولك أن تنظر لطبيعة الوكلاء في الشأن المالي والتنسيق العالي بين المركز - الإمام - وقواعده المنتشرة عن طريق أبوابه ووكلاءه هناك.

 

نعم: حصلت بعض الإخفاقات لبعض الوكلاء وعملهم السري من قبيل ما عرف بنهاية المعلى بن خنيس القيم المالي في الكوفة وحدودها. ومع أن الإمام كان يوصيه بضرورة الكتمان وإلا فهو السيف والحديد!

 

رحم الله المعلى بن خنيس،

 

في حديث للإمام الصادق(ع) ما نصه: رحم الله المعلى بن خنيس كنت أتوقع له ذلك - يعني القتل - لأنه أذاع سرنا،

 

فسر جملة من علماء الإمامية أن سبب مقتل المعلى هو البوح بالإسرار الباطنية أو ما تسمى بالمعارف الخاصة.

 

بينما من يقف على علة مقتل ابن خنيس سوف يجد بأنها علة سياسية بالدرجة الأساس،

 

خاطب الإمام الصادق (ع) بعض أصحابه بشأن المعلى: إني أمرت المعلى فخالفني فابتلي، - رجال الكشي –

 

أنا لا ازعم بأن المعلى لم يقف على بعض المعارف الدينية ولكن استبعد بأن قتله تم بناء على إفشاء الإسرار كما يعبرون،

 

وعن أي أسرار يتحدث الأصحاب والكوفة تعج بما لذ وطاب من أفكار غنوصية!

 

السلطة لا تهتم لطبيعة أفكار رجال الدين حتى لو ادعى أحدهم النبوة. بقدر ما تتابع من يتحرك باتجاه الأنشطة السياسية المعادية كما هو المركوز في الذهنية السياسية قديما وحديثا.

 

نعم " لك ان تنظر إلى حجم وطبيعة الدعوات المعاصرة في ظل النظام السياسي القائم حيث لا أحد من الطبقة السياسية يعبأ باي دعوة دينية مهدوية فكرية مرجعية ما لم تقاطع النظام القائم.

 

هذه الحالة لم تكن بدعا على أيام الكوفة وسلطة بغداد والأفكار الدينية التي روجها الشهيد ابن خنيس.

 

البعُد السياسي فى حركة الأئمة


إرسال تعليق

0 تعليقات