آخر الأخبار

كذبة وجود مظلومين

 


 

هادي جلو مرعي

 

تبدأ المصائب الكبرى من رغبة سخيفة، كأن يقوم أحدهم بفعل شائن، فيقع في المحظور، ويتقاتل الناس، ويدفع مبلغا طائلا تحت مسمى الفصل العشائري، وتدخل العشائر في حرب مفتوحة بواسطة (السلاح المنفلت) ومثل هذا ينسحب على سلوك ورغبات كثيرين حولوا العالم الى جحيم على رؤوس الفقراء والمستضعفين.

 

رجل واحد يريد البقاء في الحكم يقتل الملايين، ويدمر كل شيء، ويتحول الى إله، بينما يحرق المباني والدور، ويدخل في حروب لاطائل منها، كما فعل هتلر، وكما فعل فراعنة وأباطرة وزعماء وقادة جيوش، نسوا أنهم بشر مثل غيرهم، وظنوا أنهم آلهة، أو أنصاف آلهة، وإن البشر الباقين مجرد حشرات، تدوسها أقدامهم.

 

الإنسان العادي أكثر سوءا من الحاكم الظالم، فالناس لاينظرون الى ظلم الظالم، فيتخذون موقفا منه، بل ينظرون الى مذهبه وقوميته وسطوته، ومايملك من جبروت، وقد عشت تحت ظل الظالمين، ورأيت منهم مايغضب الله وملائكته، وكل أفعال السوء، وقتل الناس، وسجنهم، وبرغم ذلك يجدون ملايين الأتباع، ومن يبرر لهم ظلمهم ووحشيتهم لمجرد أنهم على دين واحد، أو مذهب واحد لأن الناس ينظرون لمخالفيهم نظرة يكون فيها من يماثلهم قريبا لأنفسهم لأنه يقمع المخالفين، كما أني رأيت الفوقية والإستعلاء والتمييز عند طوائف من الناس لمجرد أنهم يتفوقون عنصريا، أو دينيا على غيرهم، أو انهم أكثر مالا، أو انهم من أهل الحكم والسلطة والنفوذ، بينما تغيب العدالة الإجتماعية، ويعم الظلم، لأن من يظلم لاينظر الى اثر ظلمه في المظلومين، وحين تنقلب الآية ويتسلط المظلوم على الظالم، يكون أشد ظلما، ثم إن الظالم الذي دارت عليه الدوائر لايقر بذنبه، ولايرى في نفسه إنه كان ظالما، بل يجد التبريرات، ويعاضده في ذلك المنتفعون من ظلمه، ولذلك لانجد تغييرا، ولانرى الرحمة، ولانشعر بها لأن الظالم والمظلوم من طينة واحدة..

إرسال تعليق

0 تعليقات