آخر الأخبار

تطوير المنهج : فقه الصحراء وفقه الحضارة !

 



 

 

علي الأصولي

 

إحدى الاصالات التي ذهب إليها دعاة - التنوير المتطرف - هي إعادة النظر في تقييد أصالة الإطلاق!

 

ومع أن الأصل في النص هو الإطلاق وعليه الجري العرفي والسيرة العقلائية. ما لم يخصص هذا الإطلاق بمقيد ما، وهذا القيد ينظر إلى ما نسميه القرائن المقالية أو الحالية المتصلة والمنفصلة. كما في علم الأصول - التقليدي - بل ونزيد عليه بملاحظات أخرى يمكن من خلالها نقيد الإطلاق على تفصيل ليس هنا محله.

 

وعلى العموم ذهب بعضهم وضرورة عدم الإطلاق في النص - أي الأصل عدم الاطلاق - ما لم يثبت العكس. وبالرغم من كبرى هذا الادعاء والذي بدوره يحتاج إلى دليل بحجم المدعى. نرى أنهم لم يقدموا دليلا تركن إليه النفس لا من كتاب ولا من سنة.

 

وكالعادة عززوا هذه النظرية بناء على - تحليل النظرية البنائية - في المعرفة التي طرحها بعض فلاسفة الغرب.

 

وهنا لا بأس وعرض هذه النظرية التي أوردوها وحاصلها: أن الإنسان لا يعلم شيئا خارج بيئته وثقافته، بمعنى أن ما يفهمه الإمريكي مثلا عن مفهوم الله يختلف عما يفهمه الفرنسي منه، وزبدة الفكرة - إذا طبقناها على مفهوم الله - هي أن لدينا آلهة لاختلاف التصورات عن الله، وليس إلها واحدا.

 

فهذه الفكرة هي المصورة في هذه الصورة، ويقولون فيها إن الناس بالنسبة إلى هذه الصورة ينقسمون إلى أربعة فرقاء؛

 

١- فريق رأى أرنبا ولم ير في حياته بطة، فلا يمكنه أن يرى في هذه الصورة بطة أبدا.

 

٢- فريق رأى بطة ولم ير في حياته أرنبا فلا يرى في هذه الصورة أرنبا.

 

٣- فريق رآهما؛ يرى في الصورة الأرنب والبطة.

 

٤- فريق لم يرهما؛ فهذا الرجل مهما حاول فلا يمكنه أن يراهما أبدا، بل يرى ألوانا متراكمة ومشوشة، مثل الشخص الواقف أمام تصوير شعاعي، ولم يتعلم الطبابة، لا يرى في التصوير أمرا مفهوما.

 

فهكذا يرى هؤلاء الحقائق، فهي- حسب قناعتهم - تتجلى لدى شخص يعيش في الصحراء بصورة خاصة، كما تتجلى عند شخص آخر يعيش في قلب الحضارة بصورة أخرى؛ لذلك يدعون أن النبي(ص) لو كان في هذا العصر وعاش الحضارة والتمدن لرأى الحقائق في لباس آخر، بل قد يدعي النبي نفسه كون المادة منشأ كل شيء، للطاقات الهائلة التي كشفها العلم الحديث والمعاصر عن المادة.

 

وقد تم الرد على النظرية البنائية بما يلي:

 

١- إن هذا الادعاء ليس إلا مجرد فرضية، لم يتم إثباتها بعد.

 

٢-فالحقائق فوق الزمان والمكان، إن ( ١ + ١ = ٢ ) قضية ثابتة يفهمها جميع الناس على اختلاف الثقافات بصورة واحدة، الشيء الذي يمكن أخذه مؤشرا على بطلان هذه الفكرة. فالثقافات لا تؤثر في فهم هذه القضية بل عموم الناس بالنسبة إلى هذه القضية شرع سواء.

 

إن بعض الحقائق التي رآها النبي(ص) أيضا بهذه الصورة فهي ثابتة فوق الزمان والمكان، فلا يؤثر فيها زمان النبي (ص) أو أحد المعصومين(ع)

 

٣- لا بأس بأن يكون لدينا آلهة، حسب تصورات الناس، فالإشكالية تكمن في أن تكون لدينا في الواقع الخارجي آلهة وليس في الأذهان. انتهى.

 

نعم: ندعوا إلى تجديد النظريات الاجتهادية لتقديم إجابات بحسب التحديات الموضوعية بعد تحديث مناهج العلوم والآليات لقراءة نحو فهم وفقه آخر والى الله تصير الأمور.







 

إرسال تعليق

0 تعليقات