آخر الأخبار

تساؤلات فى العمق الخليج وإسرائيل

 


 

 

 

تصالح الإمارات والبحرين مع إسرائيل يفتح الباب لتساؤلات عميقة: ومنها هل كانت حرب ١٩٤٨ حرباً حقيقية؟ أم مشهداً ضرورياً صنعته بريطانيا كستار دخان لميلاد إسرائيل؟ بريطانيا التي كانت تحكم مصر والأردن والعراق ولها حكام دمى أو عرايس خشب في أيديها؛ كالملك فاروق في مصر وعبد الله ملك الأردن والأسرة الهاشمية في العراق هي التي خلقت حرب ١٩٤٨؟ كمشهد عظيم ضروري لولادة إسرائيل؟



هل كان حكام تلك الدول مهتمون حقاً بالشعب الفلسطيني أم مهتمون بالتخلص من الحركة الوطنية المشتعلة ضدهم وضد الاحتلال الانجليزي والفرنسي عبر الشرق؟ حرب ١٩٤٨ كانت ضرورة لخلق إسرائيل ولجذب انتباه الأمم المتحدة لها ثم لتوسيع حدودها متجاوزة قرارات تلك الهيئة. وبريطانيا وفرنسا وسايكس بيكو هم من خلقوا لبنان والأردن وإسرائيل، ولا نقول سوريا لان كل تلك الكيانات مقتطعه من سوريا أو الشام! فلبنان وفلسطين هما ساحل الشام والأردن هو البادية؛ ولهذا تقف دمشق وسط كل تلك الدائرة الشامية. ما كان ملك الأردن عبد الله يستطيع أن يتطاول على بريطانيا بل كان قائد جيشه انجليزي هو ذاته.



مقاطعة إسرائيل كانت ضرورة لصهر المهاجرين اليهود العرب في الكيان الجديد المسمي إسرائيل، فاليهود العراقيون والمصريون والشوام والمغاربة كانوا يتحدثون العربية ويطربون للموسيقي العربية، وما كانوا سيمتزجون بيهود شرق أوروبا دون تلك المقاطعة.



هذا جزء من كل ولكنه لا ينفي أن خلق دولة عنصرية على ساحل المتوسط كانت ولازالت حلماً عنصرياً أبيض مثله مثل مشروع جنوب أفريقيا وروديسيا وغيره. قاوم الفلسطينيون وتعددت أشكال مقاومة الشعوب العربية. ولكن مشروع خلق دوله يهودية مشروع محكوم عليه مسبقاً بالفناء، فاليهود ذاتهم حول العالم يتشككون فيه!

 

... وصناع المشروع يعرفون ذلك، فهو مشروع لا يمكن أن يستمر مثله مثل مشروع جنوب أفريقيا العنصري، فثمنه باهظ لشمال العالم وهو ليس ما يشغل قاطرة العالم في أمريكا اليوم فما يشغلها أشياء أخرى.

 

بالطبع هناك قطاع من يهود أمريكا تربطهم أحلام وهواجس وكوابيس في تاريخهم بفكره الدولة اليهودية، لكنها في الحقيقة أمر عابر في تاريخ اليهود وتاريخ العرب وتاريخ العالم.



وقد مثلت مقاطعه إسرائيل ركناً في سياسة المقاومة الفلسطينية بعد ١٩٦٧ لأن كل القرارت الدولية استندت إليه.

 

وتجاوز المقاطعة مع إسرائيل مغامرة أو إجبار من واقع جديد، ولكن به ما يفيد! فكما يقول جدل الماركسيين "في كل شيء نقيضه والتناقض محرك التاريخ". لن نحزن أو نبتئس فحركه التاريخ رغم هبوط منحنياته أحياناً معنا وإلا ما كان الإنسان الأسود في أمريكا قد تحرر من العبودية، وإلا ما كانت جنوب أفريقيا تحررت، وإلا ما كنا قد هزمنا الإخوان المسلمين بكل طبول وزيف دعاياتهم...

 

إرسال تعليق

0 تعليقات