عز الدين البغدادي
أكثر من قرن مر على وعد بلفور، وأكثر
من سبعين سنة على تأسيس الكيان الصهيوني، تجارب كثيرة مرت بها المنطقة العربية،
تغير وضع مصر أكثر من مرة، وكذلك تركيا، وتغيرت إيران من نظام شاهنشاهي إلى
راديكالي إسلامي، ومر العراق بتقلبات وظروف سياسية متغيرة. في آسيا دول لم تكن
شيئا مذكورا تحولت الى دول محترمة، فضلا عن التغيرات الأعظم والأخطر في المنظومة
اليسارية.
من كل هذه الدروس توصل حكام الخليج الى
درس واحد فقط تعلموه، وهو أن الكرامة والعزة كلمات بغير قيمة، وألفاظ لا يقع تحتها
أي معنى. أخوك دولارك، وقضيتك كيف تمتع نفسك بأقصى ما يمكن، والاهم هو أن تحصل على
شهادة حسن سلوك لا تحتاجها من الأمريكان مقابل دفع ثمن كبير لست محتاجا لدفعه.
الكرامة ليست كذبة، والعزة ليس وهما،
ليست خدعة، والأمريكان الذين أعطيتموهم مئات المليارات لم تستطيعوا بواسطتها شراء
احترامهم لكم أيضا لن يحترموكم.
أي لذة في أن يتذلّل الإنسان لهذه
الدرجة لعدوه؟ بل أي لذة في أن تغري عدوك لكي يسرقك؟ هل يفكر هؤلاء بنظرة الأحرار
في أوربا وأمريكا اللاتينية وآسيا إليهم؟ يحاولون دائما ان يثبتوا بان الأيدلوجيات
وهم وأن (الواقعية) تقتضي ان يكونوا ضعفاء أذلاء خانعين، أشداء على إخوتهم أذلاء
على أعدائهم.
يعتقدون بأن مقياس الدولة المتطورة هو
الترف، وليس التطور العلمي أو التخطيط أو الحفاظ على الثروة، وليس وجود جيش حقيقي
محترف رغم المليارات التي صرفوها، لم يستفيدوا من كوريا أو تايوان أو ماليزيا أو
سنغافورة الدولة الصغيرة التي تمتلك إستراتيجية عسكرية هامة كما تمتلك رؤية تنموية
متميزة.
حتى مركزيتهم الدينية سيفقدونها لصالح
تركيا، فقط سوف يفتحون كنوز بلادهم للصهاينة، هذا أقصى ما سيفعلونه.
لن تكسبوا شيئا غير عارها وشنارها،
انتم لا تعترفون بالتاريخ ولو كنتم تعرفون به لفكرتم ماذا سيكتب عنكم.
0 تعليقات