سامح جميل
في مثل هذا اليوم 4 سبتمبر1798م..
إعدام محمد كريم، الثائر المصري، على يد قائد الحملة الفرنسية
نابليون بونابرت..
محمد كريم (توفي 6 سبتمبر 1798) هو حاكم الإسكندرية وكانت من
مواقفه التي يذكر بها في التاريخ هو رفضه تسليم الإسكندرية لنابليون بونابرت قائد
جيش الحملة الفرنسية..
ولد محمد كريم بحي الأنفوشي بالإسكندرية، ونشأ يتيماً فكفله عمه
وافتتح له دكاناً صغيراً في الحى، وكان يتردد على المساجد ليتعلم فيها وعرف بين
أهل الإسكندرية بوطنيته وشجاعته وأصبحت له شعبية كبيرة بين الناس، وعندما آلت
السلطة في مصر إلى اثنين من زعماء المماليك في القاهرة وهما مراد بك وابراهيم بك
(فيما بين ١٧٩٠ و١٧٩٨) عين مراد بك السيد محمد كريم حاكماً للإسكندرية ومديراً
لجماركها لما كان يتمتع به من مكانة كبيرة عند أهل الإسكندرية...
الحملة الفرنسية:
بينما كان كريم يشغل موقع محافظ للإسكندرية والمشرف على جماركها
إذا ببوادر الاحتلال الفرنسى تلوح في الأفق ففى يوم 19 مايو 1798 أقلع أسطول فرنسي
كبير من ميناء طولون بفرنسا محملاً بالجنود والمدافع والعلماء وعلى رأسهم نابليون
بونابرت قاصداً الإسكندرية ومر في طريقه بمالطة وبلغ الإنجليز الخبر فعهدوا إلى
نلسون باقتفاء أثر الأسطول الفرنسى وتدميره، فظل يلاحقه من ميناء إلى آخر حتى ظهر
الأسطول الفرنسى أمام شواطئ الإسكندرية.. وعندئذ بعث السيد محمد كريم إلى القاهرة
مستنجداً بمراد بك وإبراهيم بك.. واستقر الرأى على أن يسير مراد بك بجنوده إلى
الإسكندرية لصد الغزاة ويبقى إبراهيم بك في القاهرة للدفاع عنها.
ووصل الأسطول الفرنسى إلى شواطئ الإسكندرية أول يوليو 1798 ولم يكن عدد سكان
المدينة آنذاك يزيد على ثمانية آلاف نسمة ولم تكن بها حامية تكفى لصد الفرنسيين
وكان أن استعد محمد كريم للدفاع عن الإسكندرية وظل يقود المقاومة الشعبية ضد
الفرنسيين وظل يقود المعركة، ثم اعتصم بقلعة قايتباي ومعه فريق من الجنود حتى فرغت
ذخيرته فكف عن القتال ولم يكن هنالك مفر من التسليم للجيش الفرنسي، وسلم المدينة
للفرنسيين وتم أسره هو ومن معه، ودخل نابليون المدينة وأبدى إعجابه بشجاعة كريم
فأطلق سراحه وأبقاه حاكماً للإسكندرية ثم اتجه نابليون الى القاهرة وعين كليبر
حاكماً عسكرياً على الإسكندرية ووصل القاهرة يوم 21 يوليو واحتلها بعد موقعة
إمبابة وانسحاب مراد بك إلى الصعيد وفرار إبراهيم بك إلى الشام.
بينما واصل كريم الدعوة إلى المواجهة وعمت الثورة المدينة، ومع تزايد الثورة أمر
كليبر باعتقال كريم في 20 يوليو 1798 وأرسله إلى أبو قير حيث كان الأسطول الفرنسي
راسياً، ثم ارسل إلى رشيد ومنها إلى القاهرة على سفينة أقلعت به في النيل من رشيد
يوم 4 أغسطس ووصلت إلى القاهرة يوم 12 أغسطس ووجهت اليه تهم التحريض على المقاومة
وخيانة الجمهورية الفرنسية، واستمرت المحاكمة حتى 5سبتمبر حين أرسل نابليون رسالة
إلى المحقق يأمره فيها أن يعرض على محمد كريم أن يدفع فدية قدرها ثلاثون الف ريال
يدفعها إلى خزينة الجيش ليفتدي نفسه.. ورفض محمد كريم أن يدفع الفدية، ولما ألح
عليه البعض في أن يفدي نفسه بهذه الغرامة رفض وقال.. " إذا كان مقدوراً علىّ
أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدوراً علىّ أن أعيش فعلام
أدفعها؟"
إعدامه:
وفي 4 سبتمبر 1897 أصدر نابليون أمراً بإعدام كريم رمياً بالرصاص.
وأركبوه حماراً يحيط به موكب من العسكر مع دقات الطبول ومشوا به حتى ميدان الرميلة
بالقلعة، وأعدم بالرصاص ثم قاموا بالتمثيل به عن طريق قطع رأسه وتعليقه على نبوت،
ونادى منادي يقول هذا جزاء كل من يخالف الفرنسيين.
تكريمات:
وفي عام 1953 تم تكريم السيد محمد كريم ووضعت صورته لأول مرة مع
صور محافظي الإسكندرية في مبنى المحافظة تخليداً لذكراه.. كما أطلق اسمه على شارع
التتويج وأصبح اسمه شارع محمد كريم (وهو الشارع الموازي لطريق الكورنيش ويبدأ من
أمام الجندي المجهول وحتى ميدان المساجد). كما أطلق اسمه على احدى المدارس الخاصة
بالإسكندرية (مدرسة محمد كريم بسموحة)... وفي 27 نوفمبر 1953 افتتح المسجد المجاور
لقصر رأس التين وأطلق عليه " مسجد محمد كريم ". وقد صنع تمثال للسيد
محمد كريم تم وضعه في حديقة الخالدين بالإسكندرية.!!
0 تعليقات