د.أحمد
دبيان
نتشدق
فى فخر حنينى لعبودية الزخارف والملابس المزركشة والقصور ، وعن حكايات قصر الجزيرة
و المرتبط بافتتاح قناة السويس وبسحق خصيتى إسماعيل باشا المفتش المنتهى دوره
والواجب ابتعاده من اجل ليالي إسماعيل وذمته المالية التى خلطت عام الدولة بخاصة
ذاته وحريم قصوره .
تفتننا
حكايات اوجينى زوجة نابليون الثالث (البضة البيضاء) وحكايا الشرق والوله
الاسماعيلى المزعوم بها .
خلف
العشق المحرم او المسموح حكايا مائة الف من الحفاة العراة ماتوا فى حفر القناة لان
ديلسبس الذى أغوى شهوة البطن بصحن المعكرونة ، وليظل فائض قيمته الربحى من السخرة
فادحا لم يأتى بحفارات للقناة ولم يوفر الرعاية الصحية فقضى الآلاف من ملح ارض مصر
من الجوع والدوسنتاريا والسخرة .
حاول
اسماعيل الاحتكام لابن اخى نابليون الاول شارل لويس نابليون لتحسين بنود الحصة
المصرية فى القناة ولاجل الا يكون العمل بالسخرة وان تعود الاراضى التى استولت
عليها الشركة للحكومة فحكم نابليوت بدفع ثلاثة ملايين ونصف جنيه تعويضا لدولة
القناة .
ولكن
مهلاً دعونا نضع الحصان فى المقدمة ليستقيم سير العربة .
كان
الوالى سعيد قد ارسل كتيبة مصرية مجاملة لتحارب مع نابليون الثالث فى المكسيك ،
لانتشار الحمى الصفراء هناك لانهم لاحظوا بان الحمى الصفراء لا تنتشر وسط ذوى
البشرة الداكنة ، قضى منهم من قضى وعاد منهم من عاد .
نبدأ
الحكاية وللحكايا تفاصيل يكمن بعلزبول فيها وفى ثناياها .
ولد
شارل لويس نابليون بونابرت فى باريس وهو ابن للويس بونابرت ملك هولندا وشقيق
نابليون الاول .
حاول
الاطاحة بحكومة لويس فيليب الملكية حين تمكنت الثورة المضادة واطاحت بنابليون
الأول وعادت اسرة بوربون وبعدها دوق اورليان لتعود الملكية الى فرنسا .
كان
عام ١٨٤٨ هو عام ثورات الربيع الاوروبى وبالطبع كانت فرنسا فى بوتقتها وتم اجبار
لويس فيليب على مغادرة البلاد لتعود الجمهورية .
بعد
محاولته الانقلابية الفاشلة الاولى نفى لويس نابليون الى انجلترا وظل هناك الى ان
قامت ثورة فبراير ١٨٤٨ ، هنا عاد لويس نابليون الى فرنسا وقام بترشيح نفسه وفى
استفتاء عام فوضه الشعب بخمسة ملايين صوت من أصل سبعة ملايين ونصف المليون .
أدى
لويس نابليون اليمين الجمهورى مقسما على الحفاظ على الدستور وعلى الحفاظ على الوطن
ووحدة أراضيه .وأصبح رئيسا دستوريا منتخبا .
كان
نابليون الثالث طموحا حالماً بعودة امبراطورية عمه ،و لكن واجهته عقبة كؤود هى قصر
فترته الرئاسية .
كانت
مدة حكمه محدودة باربعة سنوات ولا يسمح له بعدها بالترشح .
وحين
قاربت السنوات الاربع على الانتهاء قرر نابليون الثالث الاستيلاء على السلطة
بالقوة .
فى
عام ١٨٥١ استيقظ سكان باريس ليجدوا الملصقات تملأ الشوارع وليجدوا العديد من رجال
الحكم فى السجون . تم الاستفتاء بعد عام وانتخب نابليون امبراطورا باسم نابليون
الثالث معتبرا ان ابن عمه نابليون الذى تولى عدة ايام دون اعتراف رسمى هو نابليون
الثانى .قام نابليون الثالث بانشاء السكك الحديدية وازالة مساحات من الاحياء
القديمة وتم بناء باريس معاصرة لتصبح عاصمة جديدة . إضافة الى هذا استطاع نابليون
الثالث القيام بتمدد امبراطورى ، فاشترك مع انجلترا فى حرب القرم ضد روسيا وارسل
احد افراد ال هابسبورح ليحكم المكسيك باسمه .
لم
تقف القوى المنافسة بالطبع مكتوفة الايدى امام طموحات نابليون الثالث فقامت
الولايات المتحدة بدعم ثورة المكسيك وقتل الامبراطور ماكسميليان .
ومع
طول بقائه على العرش بدأت طبقة المنتفعين من الاقطاع تزين له اعماله وتضخمها وتروج
للمجد الذى سيمنحه فرنسا.
على
الطرف الآخر بدأت القوى المنافسة تتجمع وتتحالف ضده ففقد ايطاليا واسبانيا كحليف ،
و هنا وفى خطة خداع عبقرية من الداهية بسمارك وبتسريب خطابات ومكاتبات سرية للسفير
الفرنسى تم استفزاز نابليون ودفعه لاعلان الحرب على بروسيا ( ألمانيا ).
انتهت
الحرب بهزيمة ساحقة لنابليون الثالث فى معركة سيدان وتم اسر الامبراطور ، ثم
اكتسحت القوات الالمانية اراضى فرنسا ، لتبقى باريس يدافع عنها الوطنيون والحرفيون
والسان كيلوتيون والشرفاء من جنرالات الجيش .
هنا
يتحالف الاقطاع الذى وجه بوصلته نحو الالمان مع قوات بسمارك ، فيدك الجنرال تيير
باريس ومونمارتر بالمدافع ليموت اكثر من خمسة وثلاثين الف فرنسى فى أحداث الكومونة
.
وليبقى
الوطن بثرواته حقلا مستباحا للاقطاع والمنتفعين ولتبقى الوطنية والشرف والموت
سيمفونية عشق يعزفها فقط أوركسترا المهمشين.
0 تعليقات