عمر حلمي الغول
سلاح لم تتوقف إدارة
ترامب الإفنجليكانية عن التلويح به في وجه القيادة الشرعية الفلسطينية، وما بين
الحين والحين تلقي بسلاحها مهددة ومتوعدة
القيادة من جهة، ومحرضة ومحفزة أدواتها الماجورة للترويج لبضاعتها الفاسدة.
كما وتقوم بتلميع بعض الأسماء، والنفخ في مكانتها، و تسلط الضوء عليها تحضيرا
واستعدادا للحظة التي تريدها وتتمناها!؟
ولا تتوقف أجهزة
الأمن الأميركية والإسرائيلية ومن لف لفهم على تجهيز وإعداد شخصيات فلسطينية من أجيال
مختلفة، ومن مجالات عمل عديدة، ومن داخل وخارج البيت الفلسطيني لتهيئهم للانخراط
في مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وترمي لأولئك السذج فتات وعودها، ورعايتها،
وحصانتها لهم لتحقيق أكثر من هدف، منها: اولا التقاط تلك الحالات المندفعة،
والمتحمسة لتنفيذ المخطط المعادي؛ ثانيا لتعميق التناقضات بين المنبطحين
والمستعدين للانقلاب على الشرعية واستثمار تناقضاتهم لخدمة مشروعها العدواني؛
ثالثا العمل على ابتزازهم وانتزاع المواقف التي تريدها منهم؛ رابعا والأهم التلويح
بهم في وجه القيادة الشرعية، والإشارة لها، بأن "البدائل" جاهزون،
ومستعدون لدفع الفواتير المطلوبة؛ خامسا اللعب على تناقضات المشهد الفلسطيني
عموما، وبين المكونات السياسية لتعميق التناقضات من جهة، ولزيادة التآكل في المبني
السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني لتبديد المشروع الوطني ..
وآخر من اطلق سهام
التغيير كان مستشار الأمن القومي، روبرت اوبراين يوم الجمعة الماضي (4/9/2020) عندما
دعا في لقائه مع برنامج " ذا هاغ هويت راديو شو" الأميركي إلى "ضرورة
وجود قيادة فلسطينية جديدة، وإستبدال القيادة الحالية بشخصيات شابة، و"أكثر
مرونة" في التعامل مع الحلول." وهذا ما أكد عليه أوبراين عندما اضاف
قائلا تحتاج الإدارة الأميركية إلى وجود
جيل فلسطيني جديد من القادة الفلسطينيين "شبان يردون مستقبلا رائعا إلى جانب
أشقائهم العرب وجيرانهم الإسرائيليين." والجملة الأخيرة هي جوهر حملة التحريض
الأميركية على وضد قيادة منظمة التحرير. كما ان الدعوة تشي بشكل واضح لا لبس فيه،
إلى ان إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تعد ترغب بالتعامل مع الرئيس عباس، لإنه بات
يشكل عبئا على سياساتها، ويقف في الخندق الأمامي متصديا لصفقتها المشؤومة، وضد
مخططاتها العدوانية في المنطقة ككل، ويقف بصلابة أمام كل الإنتهكات الخطيرة، التي
تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني برمته منها سياسة الضم والتطبيع الرسمي العربي
المجاني مع دولة الإستعمار الإسرائيلية.
وكان كل من صهر
ومستشار الرئيس ترامب، جارد كوشنير،
والسفير الأميركي، ديفيد فريدمان وحتى الرئيس الأميركي نفسه، ومن لف لفهم
كما المستشار السابق، غرينبلات وآخرين حملوا لواء الترويج والتلويح للحملة الفاسدة
والمرفوضة في الساحة الوطنية. ولن تتوقف إدارة ساكن البيت الأبيض عن إستعمال
اسلحتها المثلومة والصدئة، والتي جربتها أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث والنصف
الماضية، وكانت كل طلقاتها فشنك، وخلبي، ولم تتمكن من إصابة اي هدف حتى لو كان
متواضعا وبسيطا، لا بل كان الرد عليها حاسما وقويا.
وإذا ذهبت لجادة
السؤال، هل يوجد قائد فلسطيني أكثر عقلانية وإتزانا ومسؤولية ومرونة سياسية من
محمود عباس؟ وهل تعتقد إدارة الرئيس ترامب ان بإمكانها تنصيب من تريد من الشخصيات
الساقطة، والمرفوضة شعبيا ووطنيا؟ وكم من مرة جربت الإدارات الأميركية المتعاقبة
العبث بالساحة الفلسطينية وفشلت؟ وهل تعتقد إدارة رجل العقارات أن الشعب
الفلسطيني، وعلى ما فيه من تناقضات، تمكنها بسهولة من العبث به؟ وهل الشعب
الفلسطيني وقيادته يرفض العيش بسلام مع اشقائه وجيرانه في المنطقة؟ ومن الذي يرفض
العيش بسلام، ويصر على جر المنطقة والإقليم لحافة الهاوية الشعب والقيادة
الفلسطينية ام القيادة الإسرائيلية الإستعمارية وإدارة ترامب نفسها؟
الشعب الفلسطيني ليس
شعبا مغفلا، ولا شعبا من المرتزقة، وليس مستعدا للمساومة على حقوقه الوطنية
والسياسية، ولن يقبل رئيسا غير رئيسه الشرعي، وما يختاره هو ووفق المعايير
الديمقراطية. وبالتالي كل من يسن اسنانه لإن يكون بديلا، عليه ان يعد للمرة الألف
قبل ان يقبل ان يكون مطية بيد أميركا وإسرائيل وبعض العرب والعجم، لإن الشعب
الفلسطيني وقواه الحية لن يسمح له ولا لهم بتمرير اي بدائل مجبولة بالعمالة
والنذالة. كما ان الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية مازالوا يمدون ايديهم للسلام،
وجاهزون لذلك، وقدموا كل الإستحقاقات مقدما، وعلى إدارة ترامب ان كانت معنية
بتحقيق السلام العودة إلى رشدها وإلتزامها بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من
حزيران عام 1967، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194
والمساواة الكاملة لإبناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة،
فهل تفعل وتكف عن لعبة شد الحبل المكشوفة والمفضوحة والمرفوضة فلسطينيا.
0 تعليقات