عز الدين
البغدادي
في
السياسة لا بد لك من تحديد عدوك، وعندما تفشل بوصلتك في ذلك فإنك سوف ترتبك خطأ
كبيرا جدا. ولا بد أيضا أن تحدد أسلوب التعامل مع العدو. وبالنسبة للولايات
المتحدة فأنا أعتقد أن أي سياسي عراقي يثق بأمريكا أو يتصور أنها يمكن أن تكون
صديقا وفيا فهو واهم واهم. إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الأسلوب الأفضل هو
مواجهتها، فقد اثبت الواقع السياسي أن أسلوب التصادم مع قوة عظمى لا تلتزم بأي
قواعد أخلاقية ليس صحيحا، وهو ما اثبتته التجارب في العراق وايران وسوريا واليمن
وغيرها لا سيما مع استعمالها لأسلوب التجويع والاعتداء العسكري المباشر.
فالسياسة
تحتاج إلى الكثير من الحكمة، لتحديد نقاط القوة والضعف والتعامل معها بحسب ما
يقتضيه الحال وبما يحقق المصلحة.
ربما
يظن كثير من الشباب الوطنيين الذين تحملوا المسؤولية الكبيرة في التصدي لمشروع
الفساد السياسي في العراق أن أمريكا يمكن أن تكون صديقا لهم، وهذا خطأ كبير. نعم،
يمكن أن تكون عامل توازن كما تقتضيها مرحلة معينة.
استغربت
وأنا أسمع التعليقات عن قضية اختطاف الناشط المدني سجاد العراقي، ومما يثير
السخرية أن الإعلام المعادي للثورة وهو إعلام يفتقد أدنى درجة من الأخلاقية طرح
فكرة أن اختطاف سجاد يرجع إلى قضية أخلاقية وأن المشكلة مع تتعلق بأسرة فتاة كان
له علاقة معها أو شيء من هذا القبيل، وبعضهم حاول استغلال صورة قيل بأنها لسجاد مع
القنصل الأمريكي في البصرة تيمي ديفيس ليقول بأنّ سجاد له علاقة بالسفارة
الأمريكية، ومن الطبيعي ان تختلف التبريرات فمن الطبيعي أن الكذب لا يرجع إلى
قاعدة واحدة. ربما اختار بعض هؤلاء الشباب طريقا خاطئا إلا آت هذا يرجع إلى شعورهم
باليأس ورغبتهم بالتخلص من جهات هي أيضا تخضع لجهة أجنبية، إلا أن كثيرا ممن
ينتقدهم ينسى بأنّ المشروع الأمريكي هو من جاء بهم إلى الحكم، وأنهم قدموا الكثير
من التنازلات المهينة لكي تحتل أمريكا بلدهم، وهم من رهنوا نفط العراق وثرواته بل
ومستقبله للمشروع الصهيو- أمريكي.
الحرية
لسجاد العراقي
0 تعليقات