آخر الأخبار

الفاسدون… وورقة الفتنة العشائرية

 




 

عز الدين البغدادي

 

عشيرة العساكرة من العشائر العربية الكريمة المعروفة في سوق الشيوخ، وقد كان لها دور في مقاومة النظام البائد وأيضا في مواجهة التنظيمات الإرهابية.

 

العشيرة أصل ننتمي إليه، ونعتز به، لكنها لا يمكن أن تكون بديلا عن الدولة. أخي العزيز ابن العشيرة الطيبة المحترمة: إذا كنت تريد لولدك أن يتعلم ولا يبقى جاهلا فأنت تحتاج إلى مدرسة، وهذا يعني أنك تحتاج إلى دولة، وعندما تريد وظيفة أو عملا حرا فأنت تحتاج الى دولة، وإذا كنت تريد مستشفى تعالج فيه مريضك ويتم التعامل معه ومعك باحترام وإنسانية فأنت تحتاج الى دولة، وعندما تحتاج الى سماد لزرعك والى غلق الحدود أمام البضاعة المستوردة لتسويق زراعتك دون خسارة فأنت تحتاج الى دولة.. والدولة لا يمكن ان تقوم بوظيفتها في خدمة المواطن وحماية الوطن الا وفق القانون، والقانون لا يكون الا بالحد جزئيا من حرياتنا او بتعبير اصح عندما توضع حرياتنا في مساراتها الصحيحة.

 

نحن لسنا في زمن الجاهلية لنقضي حياتنا في جمع السلاح، واستعراضه، والتنافس على فرض إرادات بعضنا على بعض.

 

ذهبت الى اربيل مرة واحدة عن طريق الطيران، وعندما نزلت في المطار وعند مكان التفتيش تفاجأت وأنا أرى صورة لمسعود البرزاني رئيس الإقليم آنذاك وهو يخضع للتفتيش.

 

الصورة عندما ظهرت للعلام بدت كأنها صورة مهينة، لكن واقعا أعجبني الاستثمار الكردي للصورة، بحيث بدت في هذا المكان وكأنها تقول: لا أحد فوق التفتيش. أي أنها حولت دلالة الصورة من سلبية الى ايجابية. وبالتالي فإن نجاح الدولة هو نجاحنا، وفشلها هو فشلنا.

 

ما أتمناه من الإخوة في عشيرة العساكرة حتى لو كان هناك خطأ في تفتيش بيت أو مضيف الشيخ أن لا يعطوا للمسالة اكبر من حجمها، بل عليهم أن يوظفوها ايجابيا وأن لا يسمحوا باستغلالهم في تصفيات سياسية.

 

الفاسدون لا سيما في الجنوب ومنذ أكثر من 17 سنة، وهم يلعبون على الأوراق الخاسرة ليخدعوا الناس ويضحكوا عليهم ويستغلونهم، من الطائفية الى العشائرية، يدفعون العشائر لأخذ موقف سلبي من الدولة ومن أجهزتها الأمنية. على أهلنا واخواننا في العشائر الكريمة ان لا ينخدعوا بهذه اللعبة الجديدة، القانون فوق الكل، ومن القديم قالت العرب: إذا عزّ أخوك فهُن.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات