عز الدين البغدادي
بين فترة وأخرى نسمع قصصا مؤلمة جدا عن مواطنين سوريين يتعرضون
لظروف مهينة وقاسية جدا، نسمع عن حالات انتحار أو اغتصاب أطفال أو استغلال جنسي أو
غير ذلك خصوصا في تركيا ولبنان فضلا عن المخيمات او في الأراضي التي خضعت لقوات
"قسد" الكردية أو قوى المعارضة السورية.
قبل 2011 كانت سوريا قد وصلت إلى درجة متميزة ومتقدمة جدا في وضعها
الاقتصادي وفي تقدمها العلمي والزراعي والصناعي حيث كانت حلب تسمى صين العرب.
جامعاتها رصينة، وإنتاجها المعرفي كاد أن يكون الأول عربيا، لا يعني هذا ان الوضع
كان الأفضل، لكنه كان أفضل ما يمكن.
فجأة تغيرت الأمور، وبتأثير الربيع العربي المشؤوم عمت الثورة ضد
النظام كل أرجاء سوريا، وبدعم خليجي تركي أوربي تحولت سوريا الى مركز استقطاب لأعداد
كبيرة من المتطرفين من كل البلدان، فضلا عن مليارات الدولارات، مما جعل الثورة
السورية تتميز بأنها الثورة التي يقودها ويقاتل تحت لواءها مقاتلون من كل أمم الأرض.
الثورة أدت إلى تدمير الدولة، وتشتيت الشعب، وأرجعت سوريا عقودا
الى الوراء، كما أدت الثورة الى ظهور قيادات وزعامات لا تعد ولا تحصى نجح معظمهم
في تكوين ثروات ضخمة، وبعضهم ترك الجهاد لكي يتفرغ لإدارة إمبراطورياتهم المالية
التي توزعت بين أموال واستثمارات بين فنادق ومطاعم.
ومع ذلك كان الشعب السوري محظوظا جدا لأن الدولة تمكنت من بسط
سيطرتها على معظم الأراضي رغم المعاناة المستمرة، ولولا ذلك لكان الأمر أصعب بكثير.
قبل أيام قام الشاب السوري الوسيم “أنس مروة” وهو نجل القيادي في
المعارضة السورية هشام مروة والنائب السابق لرئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة
بصرف 95 ألف دولار أمريكي خلال أقل من 3 دقائق‼ وذلك كثمن دفعه مع زوجته الجميلة
أيضا أصالة "لإشعال برج خليفة” في دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرفة جنس
المولود القادم. حيث أضيء البرج باللون الأزرق، للإشارة إلى أنّ المولود سيكون
ذكراً، وهذه إشارة الى استمرارية الثورة بلا شك لجيل ثالث.
ثورة بائسة قادها "الإسلاميون" وهو الذين يحل الخراب
أينما حلوا، والانجاز الوحيد هو تدمير الدولة بكل ما رافق ذلك من قتل وتدمير
وسيطرة للقوى الأجنبية على سوريا.
تصرف كشف عن مدى السقوط الذي وصل أليه هؤلاء المعارضون، وعن مستوى
سفالتهم وعمالتهم، وعن قيمة شعاراتهم، وأيضا عن البؤس الأخلاقي للرأسمالية عندما
يصرف مبلغ ضخم كهذا لمثل هذا السبب التافه.
شخصيا لا زلت آمل أن تنهض سوريا، لترجع قلعة للعروبة وعلامة كبيرة
في مسيرة التنوير…
0 تعليقات