أ.د. محمد السعيد عبد المؤمن
بعد أن انتهى السيد الرئيس من كلمته الرسمية في ذكرى المولد النبوي
عقب بكلمة شفوية من قلبه على قضية سب الرسول عليه السلام برسالة دبلوماسية واضحة،
تحمل الكثير من المعاني، دون المساس بشخص أو دولة أو نظام.
سيدي الرئيس كان يكفي أن
تتلو بعض آيات القرآن الكريم لتجنبك أي حرج، وهي الآيات التي رد بها الله سبحانه
على من سب دينه ورسوله، ومن أحسن من الله قيلا!
ومن أحسن من الله حديثا!
يقول تعالى: يا أيها الذين
آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين، وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا
ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون، قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله
وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسفون، قل هل أنبؤكم بشر من ذلك مثوبة
عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك
شر مكانا وأضل عن سواء السبيل.(المائدة٥٧/٦٠)
وكانت النصيحة لهؤلاء في قوله: لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن
قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون.(٦٣)
لقد سبق هذه الآيات قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا
يهدي القوم الظالمين.(٥١)
ولما خشي الضعفاء وطلاب الدنيا أن ينفذوا أمر الله فيخسروا، رد
الله سبحانه عليهم بقوله: فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن
تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في
أنفسهم نادمين.(٥٣)
لقد سبق اليهود النصاري في سب الله سبحانه واتهامه بالبخل فرد
عليهم بقوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل
يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا
وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها
الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين.(٦٤)
تعود الآيات لتبدى رحمة الله وحرصه على عباده ودعوتهم إلى التقوى،
يقول تعالى: ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات
النعيم، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم
ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون.(٦٥/٦٦)
هكذا كان رد الله على من أساء لذاته ولدينه ونبيه، وهو ما أمر به
رسوله ليبلغه عنه، يقول تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين، قل يا
أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم
وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم
الكافرين.(٦٨)
فمادام الله سبحانه قد أمر رسوله الكريم بأن يبلغ هذا القول،
فعلينا أيضا أن نبلغه طاعة لأمر نبينا: بلغوا عني ولو آية!
وهو خير بلاغ وخير رد،
بدلا من تلك الشعارات الجوفاء، أو الرسائل الهشة، التي تبين عن ضعف الإسلام
والمسلمين، لا عن قدرتهم على الرد على كل من يمس دينهم وربهم ونبيه: إن الذين
يحادون الله ورسوله كبتوا.
فيارسول الله الكريم ويا أمة رسول الله ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
0 تعليقات