د. محمد إبراهيم
بسيوني
الإجهاد التأكسدي هو
خلل في الجذور الحرة ومضادات الأكسدة free
radicals and antioxidants
في الجسم، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة. يحدث الإجهاد التأكسدي بشكل
طبيعي ويلعب دورًا في عملية الشيخوخة.
نسمع كثيرا بمضادات
الأكسدة، حيث بات هذا المصطلح يتردد في عالم الصحة والجمال وحتى التغذية. مضادات
الأكسدة هي عبارة عن جزيئات تحافظ على الخلايا من التلف الذي قد تسببه الجذور
الحرة فيها، حيث أن الجذور الحرة تمتلك الكتورونا حرا فتأخذ آخرا من مضادات
الأكسدة وتصبح معتدلة.
الجذور الحرة هي
عبارة عن نتاج طبيعي عن عملية الأيض، كما أن الجهاز المناعي يستخدمها من أجل
القضاء على البكتيريا وبالتالي فإن حاجتنا لمضادات الأكسدة أمر لا مفر منه.
بما أننا فعليا نحتاج
إلى الجذور الحرة ونحتاج كذلك إلى مضادات الأكسدة، فعديد من الأمور الحل يكمن في
الموزانة.
عندما تفوق الجذور
الحرة المستوى المتوفر من مضادات الأكسدة تتهدد الخلايا بخطر الإصابة بالإجهاد
التأكدسي الذي من شأنه أن يؤدي في الحالات المتطرفة إلى موت الخلايا.
أما الإفراط في تناول
مضادات الأكسدة من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات وأعراض سمية على الجسم، كما من شأنه
أن يصبح محفزا للإجهاد التأكسدي أيضا.
بعض السلوكيات
والظروف العامة من شأنها أن ترفع من الإجهاد التأكسدي وبالتالي من الحاجة إلى
مضادات الأكسدة:
* تلوث الهواء
* دخان السجائر
* استهلاك الكحول
* استهلاك المخدرات
* ارتفاع مستويات
السكر في الدم
* استهلاك الدهون غير
المشبعة
* التعرض إلى الأشعة،
كحمامات الشمس مثلا
* الفيروسات
والالتهابات والأمراض
* الإفراط في تناول
الحديد، المغنيسيوم والنحاس والزنك
* نقص الأكسجين في
الجسم أو فرطه أيضا.
* ممارسة الرياضة
الشديدة والمجهدة التي تؤدي لتلف الأنسجة
* الإفراط في تناول
مضادات الأكسدة كالفيتامينات
·
نقص مضادات الأكسدة.
يؤدي الإجهاد
التأكسدي المتكرر إلى زيادة خطر النتائج الصحية السلبية، مثل أمراض القلب والأوعية
الدموية وأنواع معينة من السرطان، ويعتقد أيضا أن تسهم في عملية الشيخوخة.
الغذاء هو المصدر
الأساسي لمضادات الأكسدة، حيث نجدها في المصادر النباتية والحيوانية، إلا أنها
متوفرة أكثر في النباتية كالخضار والفواكه والمشروبات كالقهوة والشاي.
تنقسم مضادات الأكسدة
إلى نوعين:
* القابلة للذوبان في
الماء: يتم استيعابها وتؤدي عملها في داخل الخلايا
* القابلة للذوبان في
الدهون: يتم استيعابها في جدار الخلية وتؤثر عليه.
إليك أهم أنواع
مضادات الأكسدة:
* فيتامين ج: هو من
أهم مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الماء ومغذيات الخلية الأساسية.
* فيتامين هـ: من
مضادات الأكسدة الرئيسية القابلة للذوبان في الدهون، حيث يلعب دورا أساسيا في
حماية أغشية الخلايا من الأضرار التأكسدية.
·
الفلافونيدات: مجموعة من مضادات الأكسدة الموجودة في الأغذية النباتية.
العديد من المواد
والفيتامينات والمعادن لديها مهام أخرى متعددة في الجسم عدا عن كونها مضادات
أكسدة، مثلا تلك الموجودة في زيت الزيتون البكر لديها أيضا خصائص مضادة للالتهابات.
الإفراط في تناول
مضادات الأكسدة ليس أمرا مفيدا للصحة، بل على العكس قد يكون ضارا وهو ما يقلل من
جودة اللجوء للمكملات.
بالإضافة إلى ذلك
عكست بعض الدراسات إلى ان مضادات الأكسدة المستهلكة من الغذاء مباشرة تؤثر بشكل
أفضل على الجسم لأنها تعمل كرزمة متجانسة.
لذا الأجدر بك أن
تقوم باختيار مصادر غذائك بدقة على أن تتناول المكملات الغذائية .
وعلى الرغم من أن
وظيفة النوم الأساسية لا تزال لغزًا عصيًّا على الحل، يحاول الباحثون بين الحين
والآخر فهم العلاقة بين النوم والصحة العامة.
وتشير دراسة علمية
نشرتها دورية "بلوس بيولوجي" PLOS BIOLOGY
إلى أن فهم آليات النوم أصبح مهمًّا للغاية مع تزايُد معاناة البشر من "اضطرابات
النوم المزمنة" وتزايُد الأدلة حول وجود علاقة بين قلة النوم والتأثيرات
الصحية السلبية على الإنسان.
يقول الباحثون، في
الدراسة التي تُعَد الأولى من نوعها من حيث الربط بين اضطرابات النوم والإجهاد
التأكسدي، إن "هناك علاقة متبادلة بين الإجهاد التأكسدي وتنظيم النوم، إذ
تؤثر عملية الإجهاد التأكسدي سلبًا على النوم، وتسبب حالةً من الأرق، الأمر الذى
ينجم عنه اضطرابات في النوم تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، وفي المقابل فإن
النوم نفسه يُعطي الجسم آليات للدفاع عن الإجهاد التأكسدي".
ويُعرف "الإجهاد
التأكسدي" بكونه زيادة المواد المؤكسدة في الخلية، وهو الأمر الذي يسبب
أمراضًا عديدة مثل السرطانات والسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلُّب الشرايين، ويساعد
على توليد طفرات جينية تُدمر الحمض النووي والبروتينات.
أما عملية الأكسدة،
فهي عملية طبيعية تحدث حين يتفاعل الجسم مع المواد الغذائية لإنتاج طاقة، وينتج عن
ذلك التفاعل مجموعة من "الجذور الحرة"، وهي مركبات غير مستقرة تدخل
الخلية، وعلى الرغم من أن للجذور الحرة دورًا مهمًّا في كثير من العمليات الحيوية،
وبعضها مهم للغاية للحياة، مثل قتل البكتيريا داخل الخلايا، فخطورتها تكمن في
إمكانية تفاعلها مع الأحماض الأمينية، التي تُعَد المشكِّل الرئيسي للمادة
الوراثية للخلية، الـ(دي.إن.إيه) (DNA)، مما يؤدي إلى الإضرار بالخلية، وقد يسبب
تدميرها.
ففي الوضع الطبيعي،
تدمر الخلية بعضًا من تلك الجذور وتطردها خارج الجسم، ويتبقى البعض الآخر في حالة
حرة، ويتفاعل مع محتويات بعض الخلايا مسببًا خللًا فيها، ما يجعل الجسم أكثر عرضةً
للالتهابات والأورام.
ويشير الباحثون إلى
أن تناول الأغذية الطبيعية المضادة للأكسدة يوفر حماية فعالة من "الجذور
الحرة"، ويحمي الجسم من الإصابة بأعداد كبيرة من الأمراض. أما في حالة تراكم
تلك الجذور، فيحدث ما يُعرف بـ"الإجهاد التأكسدي"، وهو أمر ظل العلماء
مدةً طويلة يظنون أنه يُسبب عددًا من الأمراض.
فحص الباحثون
الطفرات الموجودة في ذباب الفاكهة، وركزوا على فهم العلاقة ثنائية الاتجاه بين
النوم والإجهاد التأكسدي؛ وانتهوا إلى أن الطفرات التي تحدث لدى ذباب الفاكهة
وتسبب إجهادًا تأكسديًّا ينجم عنها اضطرابات في النوم لدى تلك الكائنات.
وتبنى الباحثون في
الدراسة فرضية تقوم على أنه "إذا كان للنوم آثار على إنتاج مواد مضادة لعملية
التأكسد، فمن المؤكد أن الإجهاد التأكسدي له دور في تنظيم عملية النوم، مشددين على
أن "الحد من الإجهاد التأكسدي في الدماغ عن طريق زيادة الجينات المضادة
للأكسدة يؤدي إلى تقليل مدة النوم".
هناك علاقة ثنائية
بين عملية الإجهاد التأكسدي والنوم، فكلما زاد الإجهاد التأكسدي زادت مدة النوم،
وهو ما يفسر ميل المرضى بالإجهاد التأكسدي إلى النوم فترات طويلة.
إثبات تلك العلاقة
استغرق أكثر من أربع سنوات من العمل الدؤوب، والنتائج تسلط الضوء على أمراض كثيرة
كالشلل الرعاش وألزهايمر، كما أكدت أن للنوم وظيفة دفاعية عن الجسم ضد الإجهاد
التأكسدي الذى يساعد بدوره على إحداث النوم نفسه. بما أن النوم ضروري بالنسبة
لجميع الكائنات، فإن نتائج الدراسة يُمكن أن تنسحب على البشر كذلك، والخطوة
التالية تشمل تحديد الخلايا العصبية التي تنظم عملية الإجهاد التأكسدي.
0 تعليقات