علي الأصولي
يحكى أنه بعد وفاة جوزيف ستالين في عام (١٩٥٣) انتظر الحزب الشيوعي
السوفيتي ثلاث سنوات ليعقد مؤتمره العشرين، بزعامة خروتشوف في عام (١٩٥٦) لتقييم
حقبة ستالين ودراسة آثاره،
بعد انفكاك الخوف النفسي من رفاق ستالين قام خروتشوف بفضح جرائم
رفيقه ستالين ديكتاتور السوفيت المخيف،
وبعد استعراض المساوئ وآثارها ومآلاتها،
قام بعض الرفاق بإرسال قصاصات ورق مطوية إلى خروتشوف تحوي في
مضامينها مجمل ملاحظاتهم بيد موظف قام بجمعها من دون أن يفتحها،
وعندما بدأ خروتشوف بقراءة القصاصات تفاجأ بسؤال محرج في قصاصة،
ومفاده: أيها الرفيق خرتشوف لماذا لم تقل أن ستالين دكتاتور عندما كان حيا؟!
وهنا قرأ خروتشوف السؤال بصوت عال يسمعه الجميع، ثم وجه سؤالا
للجميع، جميع الحضور من الرفقاء، مفاده: من هو الرفيق الذي كتب هذا السؤال ؟
وهنا خيم الصمت على الجميع وكأن على روؤسهم الطير وساد الهدوء في
أرجاء المكان ولم يجبه أحد .. وأعاد السؤال مرة أخرى ولم يلقى أي أجابه آنذاك ..
وبعدها قال خروتشوف مخاطبا الرفيق المجهول والخائف الذي لم يكشف عن
اسمه ..
هل تعلم - والكلام لخروتشوف - لماذا لم اقل لستالين بأنه دكتاتور
في حياته؟
انه السبب نفسه الذي منعك من الإجابة والإعلان عن نفسك .. أنه
الخوف يارفيق!! انتهى
نعم: الأجيال اللاحقة التي تطالبك وتلق عليك المسؤلية ويغمزوك
ويلمزوك في شجاعتك في وسط فوضى لا يعرف لها راس من قدم ، ويسألونك عن عدم مواجهة
جميع أنواع الدكتاتوريات والجماعات الراديكالية ويحملوك مسؤولية الراية المنكوسة
.. يمكن أن تجيب عن تساؤلاتهم هذه وببساطة تامة وبهدوء أنه الخوف يارفاق .. الذي
جعل من سلفكم حبيس الصمت في الواقع والصفحات الوهمية في المواقع!
0 تعليقات