بقلم اللواء عبد الحميد خيرت
◆ ضمن تسريبات «هيلاري كلينتون»
لهدم الدولة المصرية إنها عرضت على «محمد مرسي» إرسال خبراء أمن أمريكيين لتفكيك
«وزارة الداخلية» ، تحت دعاوى التطهير وإعادة الهيكلة ، حيث كانت هناك رسالة
بتاريخ 14 يوليو 2012 تتحدث عن محادثة جرت بين «هيلاري كلينتون» و «محمد مرسي» ،
عرضت خلالها «هيلاري» تقديم "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة
بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق
من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
.
◆ كما كان هناك عدة وثائق أخرى
تتحدث عن اتفاقات ولقاءات جمعت الرئيس المعزول محمد مرسى، وهيلارى كلينتون لبحث
هذا الأمر، وسرعة تنفيذه على أرض الواقع، لا سيما أن جماعة الإخوان كانت علاقاتها
سيئة ومتوترة بجهاز الشرطة بحكم أن رجال هذا الجهاز (خصوصا جهاز أمن الدولة) كانوا
هم من يعمل على ملاحقتهم باستمرار وكشف جرائمهم وتحركاتهم فى المحافظات
.
◆ وفي إطار هذه الخطة التي تم
الاتفاق عليها ، تم إسناد الأمر للرجل الأخطر فى الجماعة «خيرت الشاطر» الذي تولى
أمر تفكيك وأضعاف الجهاز المعلوماتى الأبرز فى الداخلية، فخطط للإطاحة بعدد من
القيادات الأمنية ذوى الكفاءات الأمنية الكبيرة والتاريخ الأمني المشهود له، من
خلال نقلهم من جهاز الأمن الوطني لقطاعات أخرى .
.
◆ ولم تكتف جماعة الإخوان بذلك،
وإنما كان هناك مخطط إخوانى ضخم ، يعمل على تفكيك وزارة الداخلية بأكملها
والاستغناء عن كوادرها الأمنية، واستبدالهم بشباب الإخوان من الجامعات بالتنسيق مع
وزارة الشباب، من خلال خطة تم إسنادها لـ «أسامة ياسين» وزير الشباب وقتها، وهى
الخطة التى تبناها وأشرف عليها «محمد البلتاجي».
◆ وتشير المعلومات أيضا إلى أن
الجماعة حاولت التدخل فى كل شيء بجهاز الشرطة ، وهنا لابد أن نتوقف ونعود بالذاكرة
لعام 2011 لربط ما جاء بالتسريب بواقع كنا شهود عيان عليه ، ولنسترجع ماذا فعل
الإخوان لهدم الجهاز الأمني في مصر ، وهو بالمناسبة نفس ما فعله الأمريكان في
العراق بعد إسقاط حكم صدام بحل الجيش والشرطة وتسريح قواتهم.
✪ بعض الخطوات كانت :
★ عودة 12 ألف فاسد ممن سبق
فصلهم من الوزارة في قضايا مخلة بالشرف والأمانة (أمناء وأفراد) للعمل وتوزيعهم
على جميع مديريات الأمن وإدارات الوزارة ، وكان ذلك إختراقا لأجهزة الأمن في شتى
المجالات ، سواء كان هذا الاختراق في الشق الجنائي وهو (التعاون مع عناصر جنائية)
أو الشق السياسي (التعاون مع التنظيمات الإرهابية ).
★ تجريف وزارة الداخلية
باستبعاد معظم قيادات الوزارة من رتبة اللواء والعميد ، وأيضاً القيادات المتوسطة
من رتبة العقيد والمقدم ، حتى وصل الأمر باستبعاد ما يقرب من خمس آلاف قيادة عليا
من دفعات مختلفة في الفترة من 2011 الى 2013 ، دون أن يكون هناك تغطية بديلة
للفراغات في الهيكل الإداري بقطاعات الوزارة بضباط أكفاء ، وهو ما يعرف بتواصل
الأجيال ، وأصبح المعينين في المواقع القيادية ضباط الا يتمتعون بخبرة المنصب ،
وما يمليه من مهارة التعامل مع المواقف والأحداث.
★ حل جهاز مباحث أمن الدولة
(الأمن الوطني حاليا) وغلق فروعه ومكاتبه الخارجية ، وتسريح معظم قياداته وضباطه
خارج الجهاز.
★ الزج بقيادات الوزارة من
السادة مدراء الأمن والبحث الجنائي وبعض الضباط في قضايا قتل المتظاهرين (تم
تبرئتهم جميعا بمعرفة القضاء ).
★ قبول أبناء قيادات الإخوان في
كلية الشرطة (تم فصلهم جميعا بعد ثورة 30 يونية).
★ السماح بوجود ائتلافات لأمناء
الشرطة معظمهم من العناصر الفاسدة التي سمح بعودتهم ، وكان قد سبق فصلهم من
الوزارة كما ذكرنا سابقا.
★ السماح بتواجد ما عرف بالضباط
الملتحيين والذين كانوا مرتبطين بحركة حازمون التابعة للإرهابي حازم صلاح ابو إسماعيل.
★ منع عودة فتح مقرات أمن
الدولة إلا بعد مراجعة مسؤول المكتب الإداري لتنظيم الإخوان بالمحافظة ، والموافقة
على كشوف ضباط الفرع .
★ استبعاد كل ضباط مكافحة
النشاط المتطرف والإرهابي المعروفين لهم من العمل بجهاز مباحث أمن الدولة
★ إدراج قيادات أمن الدولة من
رتبة العميد واللواء على القوائم منع سفر تمهيدا للزج بهم في قضية مفبركة من إعداد
وترتيب خيرت الشاطر والبلتاجي
.
■ وقد استغل تنظيم الإخوان حالة الارتباك الموجودة لدى قيادات
الشرطة ممن تم اختيارهم لهذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر في الفترة من 2011 وحتى
2013 لتنفيذ المخطط الأمريكي في هدم جهاز الشرطة
.
■ لذلك كان هذان العامان هما الأسوأ في تاريخ جهاز الشرطة المصري ،
حيث صدرت فيهما قرارات مرتبكة سبق وأن وصفتها بأنها قرارات سيئة السمعة ، وكلها
كانت تسير في طريق هدم الجهاز الأمني كاملا ، وهو ما يتفق مع تسريب هيلاري كلينتون
بمساعدتهم على تقكيك الجهاز تحت مسمى إعادة الهيكلة على طريقتهم وبأسلوبهم
.
◆ تنبع أهمية هذه الايميلات
إنها اعتراف صريح بما أرتكبته هذه العصابة من جرائم في حق مصر ؛ تلك الجرائم التي
تحولت منذ تاريخ حدوثها " قبل التسريبات" إلى ملفات أمام القضاء المصري
لتتحول إلى وثائق تاريخية توضح كيف نجحت الدولة المصرية في إفشال مخطط الإخوان
برعاية أمريكا لهدم الجهاز الأمني المصري عام 2011
.
◆ ودون أن تشير الوثائق إلى
المزيد من التفاصيل ، تحدثت أيضا عن خطاب أرسله «توماس نيدز» ، أحد مساعدي «هيلاري
كلينتون» بتاريخ 24 سبتمبر 2012، إلى «محمد مرسي»، مطالبا إياه بالتنسيق
و"المزيد من التعاون" فى قضايا إقليمية ومن بينها الحرب الدائرة فى سوريا،
وكذلك العلاقات مع إيران.
.
◆ وقد علّق الجنرال العسكري
المتقاعد «جوزيف ميرس»، المسئول السابق بوكالة استخبارات الدفاع والمتخصص فى شئون
قضايا الإرهاب على هذه الوثائق قائلا إنها أظهرت أن تصديق ودعم حكومة الإخوان في
مصر كان سذاجة استراتيجية كارثية، وأن المبادرة السياسية الكاملة لدعم حكومة
الإخوان فى أى مكان هو مثال آخر على الفشل الذريع لسياسة وزيرة الخارجية «هيلاري
كلينتون».
0 تعليقات