آخر الأخبار

وعي الفقيه ..

 


 

 

 

علي الأصولي

 

 

يحكى عن الفقيه - العز بن عبد السلام - حكاية وكيفية إدارة فتواه بالأزمات، وهي: أنه استفتى الملك المظفر سيف الدين قطز مفتي بلاده في ذلك الوقت سلطان العلماء العز بن عبدالسلام وقد كان قطز حينها حديث المجيء إلى الحكم وهولاكو وجيشه من المغول على مقربة من بلادهم لغزوها ..

 

 وكانت الدولة تمر بأزمة اقتصادية شديدة فاستفتى قطز العز بن عبدالسلام أن يفرض على شعبه ضرائب لتجهيز الجيش لمحاربة التتار ..

 

فما كان من الفقيه العز بن عبد السلام إلا الإجابة بوعي فتوائي عال ناظرا الحيثيات الموضوعية ومآلات الفتوى - أرجو الالتفات إلى ما تعنيه - مآلات الفتوى - وافهم ،

 

إذ قال: إذا طرق العدو البلاد وجب على العالم كلهم قتالهم ..

 

( أي العالم الإسلامي ) .. وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم ( أي فوق الزكاة ) بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء" .. وان تبيعوا ما لكم من الممتلكات والآلات ( أي يبيع الحكام والأمراء والوزراء ما يمتلكون ) ..

 

 ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه وتتساووا في ذلك أنتم والعامة وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي قادة الجند من الأموال والآلات الفاخرة .. فلا" ..

 

وفعلا قام قطز بتنفيذ الفتوى فورا وبدأ بنفسه وبدأ بمن حوله من حاشيته من أمراء ووزراء ولم يضطر بعدها لفرض أي ضريبة على شعبه لأن ما كان في حوزة أصحاب المواقع والمناصب كان كافيا لسد العجز الحاصل ..

 

نعم: على الفقيه أن يفتي بالأزمات وما يحقق ضمان ملاحظة المآلات، وأما الإفتاء في الأزمات كيفما كان وكيف ما اتفق فلا يصدر إلا من فقيه لا يعرف للوعي طريقا يذكر ..

 

أولئك الفقهاء فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 

إرسال تعليق

0 تعليقات