هادي جلو مرعي
في رواية ( قبلة
يهوذا) صراع مرير بين المقاومة اليهودية، والقوات الرومانية المحتلة في فلسطين،
وكان المقاومون اليهود يدمرون خزانات مياه الشرب، ويهاجمون الحاميات الرومانية،
وكان من رجال المقاومة والد يهوذا الذي وقع بيد قوات الاحتلال التي نشرت الوثنية
في تلك البقعة من الأرض، الذي أعدم لاحقا أمام أنظار العامة من الناس الذين كانوا
في الغالب يعتنقون اليهودية، وللتو كان يسوع يتحرك، ويبعث إشارات المسيحية في
مجتمعه التوراتي المغلق، وكان يهوذا منزعجا من صديق والدته، لكنه إلتحق بيسوع،
وصار من حوارييه المخلصين الذين يتبعونه من مكان الى آخر، وينشرون دعوته، وكانوا
مبهورين به، وبسلوكه الخلاق وتواضعه، لكن يهوذا وبسبب سجله المضطرب وماضي أسرته
شكل خطرا على النبي الملاحق من القيادة الرومانية، وزعماء يهود الذين يتربصون به،
ويحاولون إغراء الحاكم الروماني لفلسطين ليعتقله ويصلبه وهو ماحدث لاحقا بوشاية من
يهوذا الخائن الذي دفع الثمن غاليا، وقتل شر قتلة، ونكل به أيما تنكيل.
في الرواية حادثة
طريفة تستحق أن تكون معلومة تاريخية، وحكمة عابرة للحدود والأزمان والأمكنة، ولعل
الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون جدير بالإطلاع عليها، وتقول: إن شابا وثنيا تحدى حاخاما يهوديا في أورشليم،
ودخل عليه، وسأله أن يحفظه التوراة قبل أن يضع قدمه على الأرض ليعتنق اليهودية،
ويترك وثنيته، ورفع واحدة من قدميه، ووقف على واحدة، فنهره الحاخام، وطرده خارجا،
فخرج مغضبا، فقابله شاب من الدارسين في المعبد، وسأله عن حاله، وسبب غضبه؟
فأخبره بقصته مع الحاخام، فماكان من الشاب
اليهودي إلا أن يتبسم، ثم قال: أنا أحفظك
التوراة قبل أن ترفع قدمك، فوافق، فقال التوراة هي: لاتفعل بجارك مالاترضى أن
يفعله بك. فرد الوثني، والباقي؟ فرد الشاب اليهودي: الباقي شروح.
وهذا في الديانات
جميعها، وفي كتب الأنبياء، فكل شيئ يدور في فلك الأخلاق، وعدم التجاوز على الآخر.
0 تعليقات