د. محمد السعيد عبد المؤمن
التصوف نوع من فلسفة الحياة، وهو ما أكده القرآن الكريم في
حديثه عن الرهبنة، فقال رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم، ومن ثم كان ينبغي أن
يبقى التصوف شخصيا، لكن اتخاذه طرقا وشيوخا ومريدين، جعله ظاهرة اجتماعية تتخذ
الدين إطارا، وحدث ما كان متوقعا من الخلط بين شعائر الإسلام وطقوس الصوفية، وهو
ما يجعل قول الله تعالى عن أن تصبح المسألة الشخصية اتجاها في حديثه عن الرهبنة
التي ابتدعوها فما رعوها حق رعايتها، بأنه التزام بما لا يلزم واتباع لما لا
يستطيع المتبع الوقوف على حقيقة من يتبعه، ومن ثم ينحرف المجتمع عن الدين الأصيل
من خلال مظاهر أنانية.
فالقضايا الدينية
الاجتماعية التي تحدث عنها القرآن تستهدف العمل من أجل صالح المجتمع، والتصوف إذا
كان فرديا كان أنانية، ومن خلال جماعة أو طريقة خروج بالمجتمع عن الهدف الأصلي
للإسلام في إعادة الإنسان لوظيفته الأولى وهي إعمار الأرض.
لعل كثيرا من الناس فهم
العبادة بمعزل عن العمل ونسي أن العمل عبادة والعبادة عمل.
فإذا كانت بعض الفرق
الصوفية التركية قد نشرت الإسلام في أوربا الشرقية ووسط أوربا بطريقتها فقد آل أمر
المسلمين هناك إلى ما آل إليه بسبب الفكر الصوفي، فلم يستطيعوا الدفاع عن إسلامهم،
ولا أشك في أن انحدار أحوال المسلمين يرجع إلى أنهم لا يقيمون الإسلام الصحيح،
إسلام العمل.
0 تعليقات