آخر الأخبار

تعاقب الاجيال بين الحتمية والسنن الشرطية (2)

 






رضا العامري

 

من الممكن تقسيم الأجيال السياسية والاجتماعية التي تصدرت المشهد أو ساهمت بصورة أو أخرى برسم الواقع السياسي والاجتماعي بعد العام ٢٠٠٣ تقسيما موضوعيا وفنيا إلى أربعة أجيال وفقا للفترة الزمنية التي تشكل فيها الوعي السياسي والاجتماعي لكل جيل وهي كالتالي :_

 

1_ الجيل الأول وهم الفئة العمرية لمواليد الأربعينيات والخمسينيات وهم في الغالب الجيل الذي بداية تشكل وعيه في نهاية الخمسينات الى منتصف الستينيات وهم الجيل الذي كان معارضا لحقبة البعث والدكتاتورية وكانت لهم اليد الطولى في إدارة البلد بعد سقوط الدكتاتورية على يد الاحتلال الأمريكي ومن ابرز سمات هذا الجيل:

 

أ_وجوده خارج البلد طيلة فترة المعارضة لقرابة ثلاث عقود لذلك هو منفصل عن الواقع العراقي بالمرة.

 

ب_ارتباطهم بأجندات خارجية سواء لصالح البلد المقيمين فيه او لصالح أجندة دولية وإقليمية

 

ج_صراعاتهم الداخلية كأحزاب ومنظمات وتجمعات وحتى على مستوى الأفراد

د_وجود الكثير من المزورين بين صفوفهم سواء على مستوى السيرة الذاتية أو التحصيل العلمي مضافا الى ارتباطاتهم المشبوهة مع دول أو شركات أو مؤسسات أو منظمات دولية

هـ_ التعامل بفوقية واستعلاء على أبناء البلد الذي بقوا في البلد وعاشوا المحنة وسنوات الحرمان ويعتبرون كل من بقي داخل العراق هو إما بعثي أو موالي للبعث..

 

هذه ابرز سمات هذا الجيل الذي قاد الحياة السياسية والاجتماعية في العراق بعد ال٢٠٠٣ وعلى مدى سبعة عشر عاما وقد فشلوا فشلا ذريعا في إدارة الدولة في كافة المجالات حتى عد البلد نموذج للدولة الفاشلة على المستوى الدولي والمحلي حيث أصبح العراق دولة ضعيفة تعمها الفوضى والعشوائية والفساد والقتل والتشريد والتهجير وضعف القانون ومؤسسات الدولة كافة وانتشار الفقر والبطالة والجهل والأمية والبطالة وتفشي الإمراض كالأمراض السرطانية وأمراض خطرة غير معهودة في الواقع العراقي من قبل مضافا الى نقص الخدمات العامة.

 

وأوضح دليل على كلامي هذا هو عدم قدرة او جرأة هذا الجيل وهو الجيل السياسي الأول عن تقديم بديل او طرح مرشح آخر من نفسه بعد استقالة عادل عبدالمهدي الذي يعتبر آخر سياسي من الجيل الأول تسنم منصب رئاسة الوزراء وباستقالته انتهى الحكم المباشر لكامل جيله لذلك اتجهوا لترشيح شخصيات من الجيل الثاني وهو الجيل الذي ينتمي الى الفئة العمرية لمواليد الستينيات لذلك طرحت أسماء كل من قصي السهيل وهشام السهيل وعدنان الزرفي ومحمد شياع السوداني وفائق الشيخ علي ومحمد توفيق علاوي الذي ينتمي الى فئة الخمسينيات ولكنه يعتبر من الشخصيات الثانوية في الجيل السياسي الأول لذلك يمكن اعتباره من ضمن الجيل السياسي الثاني الذي سنتكلم عنه في الجزء اللاحق وهو الجزء الثالث...



 تعاقب الاجيال بين الحتمية والسنن الشرطية

 

إرسال تعليق

0 تعليقات