آخر الأخبار

محن الجغرافيا

 


 

 

نعمه العبادي

 

"تتسم الحضارات بكونها، في نواح كثيرة، استجابات شجاعة وقوية للبيئات الطبيعية.. روبرت كابلان"

 

على الرغم من ان الجغرافيا تتعلق بالأرض التي هي أكثر الوجودات ثباتاً إلا أن الواقع يشير الى حقائق أخرى معظمها يمكن وصفه بالصادم عند الاطلاع على كواليسه وخلفياته.

 

ارتبطت الأديان بالجغرافيا، وكانت جزء من مثولوجيتها، وعنصراً مهماً في سردياتها، ومع تعرض الأديان للتحريف والتشويه، ودخول الأسطورة المنتحلة بوصفها ديناً بديلاً، فإن الجغرافيا تضررت من هذا الانحراف، فتم تزييف حقائقها، فاستبدلت أسماء المدن والأمكنة، وابتدعت خرائط وهمية لا حقيقة لها، كما تم تغييب الكثير من الحقائق الجغرافية في ظل هذا التحريف.

 

وبما ان الشرق الأدنى هو ارض الأديان والأنبياء، فهو الأكثر تعرضاً للتزييف الجغرافي، ولو اطلع الناس على هذا التزوير لشعروا بصدمة كبيرة جراء تنميط معرفي زائف مقصود يتم عبره تدجين عقول الجمهور على حقائق منتحلة لا واقع ورائها.

 

السياسة هي الأخرى ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالجغرافيا، وكانت محلاً لنشاطها، وتشابكت وتداخلت معها، فأضرت بشكل منظم بالحقائق الجغرافية، فاختُلِقت أوطان، وغُيِبت دول، وابتُدِعت حضارات وهمية وأخفيت أخرى حقيقية، كل ذلك تم تنفيذه بمكر ودهاء، وتم تسخير العلم النفعي المنافق ليكون خادماً للأطماع السياسية والانحرافات الدينية.

 

أقول على نحو الإثارة وليس على أساس الحقائق القطعية، فماذا لو كان كل الذي يقال عن القدس وارض فلسطين لا حقيقة له، وماذا لو كان ما يقال عن أهرامات مصر لا صحة له، وماذا لو اكتشفنا ان مسميات جغرافية مثل (كوثى، مدينة اتلانتس) تمثل جغرافيات واسعة وكبيرة ويرتبط بها الكثير من حيثيات العالم، وان موقعها

 في العراق، وهكذا يمكن الحديث عن قضايا جغرافية او ظواهر طبيعية لم يعهدها العلم التقليدي.

 

هذه السطور هي اثارة معرفية اتمنى من المختصين والمحققين على وجه الخصوص توسيع دائرة النقاش من اجل معارف حقيقية تصحح الكثير من الانحراف..

إرسال تعليق

0 تعليقات