محمود جابر
حين هممت بالدخول كانت نجمة داود معلقة كمقبض علي الباب ، وحين استقبلني
النادل بالتحية كان يضع منشفة علي يديه خيل إلي أنها عبارة عن علم به نجمة زرقاء
سداسية، وفي غرفة الاستقبال كان البرواز المعلق علي الحائط به صورة رجل كتب تحتها
هرتزل !!
كانت غرفة الاستقبال فيها ألوان من البشر من مختلف الألوان والأعمار
والشرائح الوظيفية والدينية، وكلهم من علياء القوم .
كان الشيخ الجالس قرب الشرفة يمسك مسبحة من حجر اليسر الأسود
شاهدها نجمة داود زرقاء، و القس الواقف قرب المدفئة يمسك بعصا نقش فوق صليبها نجمة
سداسية، فناجين الشاي بيضاء وأطباق الحلوة بيضاء عليها نفس النجمة التى رسمت علي
كل فنجان..
حتى باقي الكؤوس وفناجين القوة نجمة داود .
كان الحفل عامر وكان المدعوون من قامات سياسية حاكمة ومتنفذة
وقامات روحية، وأنا أتفحص كل وجوه المدعوين
حتى اعرف!!
قالوا جلسة ود؛ مع أبناء العم من أجل إذابة جبل الثلج الوهمى علي
الأذهان، وإزالة بعض الدم العالق في ثنايا القلب، وضمد الجرح النازف من بعض رجال،
ومسح الدمع النازل من مقل النساء، وكسوة بعض أيتام الأب، وعمل خيام لمن شرد من جراء البرد، وكفى الله
المؤمنين دم أبناء العم....
وصمت حتى افهم أكثر حتى حان موعد الغداء كان الطعام لحم...
سألت النادل قال عن نوع اللحم قال أجود لحم من دير ياسين؛ وان أحببت
فأكل من طبق بوفتيك بحر البقر الأشهى... فهرعت الى الخارج أجرى فوجدت جنازة تمشى قيل من كربلاء
إلى دير السلطان حيث المدفن في قلب عسقلان عند ابوزعبل..
ساعتها استيقظت ارتعد من هول المنظر!!
0 تعليقات