آخر الأخبار

خطة علاج ترامب

 




 

د.محمد إبراهيم بسيوني

 

 

الخطة العلاجية التي تم استخدامها من قبل أفضل منظومة صحية في العالم لعلاج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

 

إعلان إصابة ترامب أحدث ضجة في العالم والسبب ان لديه أكثر من عامل قد يؤثر على خطورة سير المرض مثل عمره اكبر من ٧٤، السمنة، وانه رجل. لكن تأكيد إصابة ترامب كان بفحص دوري وليس بسبب ظهور أعراض، وهذا ما يعطيه أفضلية لمواجهة المرض وخصوصا انه يحيط به أفضل أطباء العالم.

 

١- أول علاج تم استخدامه للرئيس لازال تحت التجارب ومن أفضل العلاجات الواعدة حاليا وهو "أجسام المونوكلونال المضادة". حاليا لا يوجد علاج مؤكد لمرض الكوفيد-١٩ لكن المشهد الذي يوحي إلى احتمالية ظهور علاج "يتزايد".

 

احد هذه العلاجات هو الأجسام المضادة المونوكلونال وهو أكثر علاج حاليا يتفائل به الباحثين والذي قد يكون بديلا عن اللقاح.

 

أول علاج بهذه الطريقة تم اعتماده من هيئة الدواء كان في عام ١٩٨٦ وكان يستخدم في زراعة الكلى، هذه الأجسام المضادة تم استخراجها من الفئران في تجربة مثيرة حاز على إثرها كوهلر الألماني وزملائه جائزة نوبل للطب.

 

التجربة باختصار: ‏تم حقن فئران بالجراثيم، ومن ثم تم استخلاص الخلايا البائية من الطحال والتي تحتوي على أجسام مضادة، ومن ثم حقنها بخلايا سرطانية في المختبر لتكوين خلية جديدة تدعى (hybridoma) والهدف كان نسخ أجسام مضادة بكمية كبيرة وبسرعة انقسام الخلايا السرطانية.

 

ما علاقة هذا كله بالكوفيد١٩ ؟

 

جميعنا الآن نعلم أن طريقة دخول الفيروس الى داخل الخلية، هو عن طريق السنابل البروتينية والي تتعرف على المفتاح الجيني على الخلية وبدوره يسمح له بالدخول.

 

 الأجسام المضادة تستهدف السنابل البروتينية للفيروس وترتبط به لتمنع دخوله الى داخل الخلية وأفضل طريقة حاليا لاستخراج الأجسام المضادة هي"دم المتعافين". دم المتعافي يوجد به العديد من الاجسام المضادة تتفاوت في القوة، هدف الباحثين هو إيجاد اقوي جسم مضاد بينهم ونسخه مخبريا، ولكي يتم عمل ذلك لابد من إجراء أبحاث مخبرية معقدة. الجميل في الأمر ان الباحثين تخطوا هذه المرحلة.

 

‏الأجسام المضادة الفعالة من المتوقع منها ان توقف مضاعفات المرض خصوصا لو استخدمت بشكل مبكر. لذلك ظهرت فكرة استخدامه كلقاح مؤقت خاصة للعاملين في المجال الصحي، الكبار في السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

 

لكن أجسام المضادة المونوكلونال للأسف لا تستبدل "اللقاح" فمعدل فعالية هذه الأجسام قد يصل الى ٣-٤ أشهر بينما الحماية من اللقاح قد تصل الى أكثر من سنة.

 

لكن في وقت الجائحة الأجسام المضادة لها اليد العليا على اللقاحات بسبب ان التجارب تستغرق وقت اقل بكثير من تجارب اللقاحات، والنتائج السريرية تظهر بسرعة خلال أشهر فقط.

 

لم يتم اعتماد المونوكلونال كعقار الي اليوم.

 

هذا الدواء REGN-COV2 يفضل استخدامه في بداية المرض او كوقاية وهو يمنع تضاعف الفيروس في الجسم. العلاج لازال في مرحلة التجارب وتم الإعلان يوم ١٤ سبتمبر دخوله في المرحلة الثالثة والتي تشمل ٢٠٠٠ مريض. ترامب تلقى جرعة ٨ج وهي اعلى جرعة تم استخدامها في التجارب.

 

٢- الرميدسفير

 

تم إعطاء الرئيس أول جرعة منه يوم الجمعة الماضي وهو أول علاج مصرح من قبل هيئة الغذاء والدواء لعلاج الكوفيد-١٩ في شهر أغسطس، وهو في الأصل اخترع لعلاج الايبولا.

 

 وهو يقلل من مدة البقاء في المستشفى لمدة ٣ أيام فقط. بعد ذلك اتخذت الأمور منعطفا آخر، تم إعطاء الرئيس (ديكساميثاسون).

 

ونحن نعلم يقينا انه مفيد لمرضى الكوفيد بسبب وجود تجربة منضبطة معشاة لكن في المراحل المتأخرة من المرض وليس في المراحل المبكرة.

 

بدأ أطباء الرئيس إعطاء الديكسا على الرغم من وجود تجارب لا تنصح باعطاءه مبكرا. فمن المعروف ان هناك مرحلتين في هذا المرض مرحلة تضاعف الفيروس: ويستخدم فيها مضادات الفيروسات ومرحلة رد الفعل المناعي: ويستخدم فيها الستيرويدات.

 

يُقال انه متى ما كان هناك نزول في نسبة تشبع الأكسجين، بدأ الجسم في مرحل رد الفعل المناعي ويفضل استخدام الستيرويدات.

واعتقد ان هذا ماحدث ترامب، استخدم الطبيب حدسه العلمي في معالجة الرئيس الأمريكي عطفا على اتباع الدراسات البحثية. لذلك ضروري جدا ان يفكر الطبيب خارج الصندوق.

 

 

٣- فيتامين د

 

صدق او لا تصدق ان الخطة العلاجية للرئيس الامريكي احتوت على فيتامين د. الرئيس الامريكي استخدمه في علاجه، رئيس المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية د.فاوتشي بنفسه يستخدمه.

من بداية الجائحة ونحن نتكلم عن فوائد فيتامين د واثره في تنظيم الجهاز المناعي، الان لدينا إثبات بنتائج دراسة رائعة جداً وتقطع الشك باليقين.

 

٤- الزنك

 

تم استخدامه من ضمن علاجات الرئيس الامريكي، متوفر بكثرة ورخيص جدا. لاعجب انه لايوجد اي تجارب منضبطة له.

 

٥- فاموتيداين Famotidine

 

وهو عبارة عن علاج قديم ضد الحموضة، لا اعلم حقيقة اذا كان له فائدة علاجية ضد الكوفيد-١٩ او فقط لان الرئيس يحتاجه. لكن وجدت دراسة تشير الى انه يحسن الأعراض لمرضى الكوفيد-١٩ في الحالات الغير منومة في المستشفى.

 

 ٦- الميلاتونين

 

هرمون يفرز طبيعيا في الجسم من الغدة الصنوبرية لتنظيم دورة النوم للإنسان ويزيد إفرازه في الظلام. وايضا له وظيفة اخرى يقلل من الالتهاب المناعي في الجسم.

 

في هذه الدراسة الصغيرة المنضبطة تبين اثره في مرضى الكوفيد وايضا مأمونيته

 

  https://clinicaltrials.gov

 

أخيرا ٧- الاسبرين

 

وعادة تستخدم الجرعة المنخفضة اليومية لتقليل من خطورة الاصابة بتجلطات والتي يعتقد ايضا انها تزيد مع مرض الكوفيد-١٩

 

الخلاصة:

تم استخدام علاجات لازالت في الأبحاث والتجارب مثل المونوكلونال. استخدم ايضا فيتامين د والزنك بالرغم عدم وجود تجارب معشاة تثبت فعاليتها.

 

استخدام الديكسا مبكرا على الرغم من موجود تجارب تثبت فعاليته فقط في الحالات المتأخرة. التوقيت مهم جدا واستخدام العلاج الصحيح لكل مرحلة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات