بقلم / محمود جابر
بشكل عام؛ لم يعد الإمامية اليوم هم تلك الجماعة التى تخشى السلطان
ووعاظه السبابين المحرضين، وبصاصي العسس، ويسب الإمام على أذانهم يوم الجمعة وهم
حضور صامتين ....
ولم يعد الإمامية يعيشون تقية مكثفة يظهرون عكس ما يضمرون وما
يعتقدون خشية القتل أو السجن أو التشريد والتجريد أو الإقامة الجبرية أو القتل ....
وهذا كان حال الإمامية عامة سواء فى العراق أو لبنان أو ايران أو
باكستان و حتى أوربا ....
وفى الوقت الذى كان الشيعة الإمامية يعيشون التقية فى بلدانهم وحول
حوزاتهم العلمية كانوا اشد احتراما لعلمائهم ومراجعهم .
بيد أن الانفتاح والحكم والسلطة والعلن كما أظهر الحسن أفشى معه
السوء والقبح !!
فما بين صفحات ومواقع ومحطات تلفزة لا هم لها سوى النيل من السيد
فلان، وتسقيط المرجع العلان .... وتجد المتحدث فى العادة شخص لم ينل درجة لا من
العلم ولا من الأدب، وربما هذا أحد الأسباب الفرعية لأن يفعل ما يفعل، فضلا عن أن
النفس الإنسانية تهوى الانحراف أكثر من الاستقامة وعليه فإننا نرى هؤلاء المنحرفين
كالذباب فى كل مكان وفى كل محلة، وخاصة فى محال التى هى أشبه ببيوت الخلاء
اللندنية، على وجه الخصوص، وليس الحصر ...
ولعل العديد من الأقلام الأكثر قدرة منى وحضورا فى الوسط العلمى
والدينى والثقافى قد تناول هذه الظاهرة السخيفة والمنحطة علميا قبل أن يكون
انحطاطها أخلاقيا ...
كان ما يزال التسقيط لعبة تستخدمها الغرف المظلمة ضد العلماء
الثائرين و الرسالين، والذين يتناولون الميراث المذهبى المكذوب من أجل الدفاع عن
دين الله تعالى، ولان أصحاب هذه الغرف يريدون أن يظل الناس على جهلهم وبعدهم عن
الدين الحقيقي ....
بالإضافة لما سبق فإن بعض المقلدين يتعاملون مع مرجع تقليدهم
باعتباره الإمام المعصوم، ويتعاملون مع غيره باعتباره السفيانى، أو فى أفضل الظن
يتعاملون معه على أنه واحدا من المرجئة ...
فالعقل الشيعى عامة ما يزال عقل يرفض فكرة تعددية المراجع رغم أن
حاصل وواقع وموجود ورغم انه لا يخالف نصا وليس أمرا فيه اشتباه ... لكن الجمهور
المقلدين ما يزالون عندهم فتواهم الخاصة التى لم يفتى بها أحد وهى أنهم يرون فى
مرجعهم معصوم وفى باقى المراجع مرجئة ...
والسؤال الملح هنا : ما العمل وما المخرج
-----------------------------------------
وأرى أنه للخروج من هذه الحالة السوداوية المحبطة والتى تخلق جماعة
غير متجانسة على يبادر مراجعنا:
أولا إلى نقل مدرسة
المرجعية من مدرسة فردية الى مؤسسة، بكل ما تعنى الكلمة من معنى، مؤسسة منضبطة وفق
قواعد معروفة فى عملها، وأن تتألف هذه المؤسسة من مجالس متخصصة وأن تحدد فيها
المسئولية الدينية والاجتماعية وأن تكون معروفة للعامة والقاصى والدانى، وان يصدر
عن المؤسسة نشرة دورية تجعل المتابع والمعتقد والمخالف يطلع على الأدوار التى تقوم
بها هذه المؤسسة دون عناء البحث والسؤال والتخبط فى الجواب .... وهذه هى الأولى ...
الثانية
: أن يكون هناك لقاء مرجعى ثابت ودورى بين المراجع ويكون مؤتمر علميا وفقهيا ينظر
فى مستحدثات المسائل وطرح الأبحاث المتخصصة وان يضم الى هذا المؤتمر أمانة من
فضلاء الحوزات العملية وأساتذتها ...
وان يناقش هذا المؤتمر منح درجة الفتوى لم استطاع أن ينجز هذه
المرحلة حتى لا يكون الأمر مزاجيا وجهويا أو يتهم صاحب المرجعية الجديدة بالتمرجع
أو أنه تقف ورائه جهة من الجهات أو أو ...
واعتقد إذا ما تم انجاز هذه العمل فسوف يكون للإمامية وجها غير
الوجه سواء فى الداخل الشيعة أو أمام كافة المسلمين أو فى تعاملهم مع باقى علماء
المسلمين أو على مستوى القضية الفقهية المطروحة والرؤية الإسلامية الشاملة ....
أرجو أن نرى هذا الأمل فى وقت قريب
0 تعليقات