هادي جلو مرعي
كان هشام الهاشمي
صديقا رائعا، وكان يزورنا بشكل منتظم في مرصد الحريات الصحفية، ويصلي في إحدى
غرفه، وكان يتناول الطعام معنا، وكان يتحدث بيسر وسهولة، ولاينفعل وكان يسرني
بأشياء وأفكار، وكان طيبا، لكنه كأي إنسان لديه تصوراته وتوجهاته وأسراره، وكنت
أحترم ذلك، عندما أستشهد تحول الى موضوع جدل، وكثرت الاتهامات والشبهات والتوصيفات
لجهات يمكن أن تكون ضالعة بقتله الأليم، وتيتم أولاده الصغار، ووصل الأمر الى
مستوى غير مقبول، ويبدو أشبه باللعبة القاتلة، فصار الموبايل الخاص به، والذي يراد
له أن يكون الصندوق الأسود، وكل جهة تدعي أنها كشفت مافيه من محادثات بينه وآخرين.
وواحدة من تلك المحادثات تشير الى مجموعة صحفيين
مقربين من خلية قريبة من إيران، وجعلت تلك المحادثة أولئك الصحفيين جزءا من الخلية
المحرضة على قتله، وهو مايعد تضييعا لدمه، وهدية مجانية لمن قتله، حيث يتم جمع ثلة
من الكتاب والصحفيين والمحللين السياسيين والروائيين الذين أصيب بعضهم بالصدمة في
محادثة مزيفة لإثارة الرأي العام، حتى إن أحد الذين ورد إسمه في المحادثة لم يغادر
منزله لثلاثة ايام حزنا على الهاشمي حين إستشهاده.
في وقت لاحق سرب
الذين يملكون نسخة من هاتف الهاشمي محادثة تناقض المحادثة الأولى على اعتبار إن
الأولى كانت تشير الى صحفيين مقربين من إيران، بينما الثانية تشير الى فنانة محبوبة
ومذيع أخبار مقيم في لندن وصحفيون يؤيدون التظاهرات، وتزعم المحادثة أنهم مقربون
من سفارة أوربية.
لايمكن استنساخ هاتف
الشهيد الهاشمي، وليس معقولا أن الجهاز لدى جهتين في وقت واحد، وهل يعقل أن الجهاز
سرق من أسرته، أو أنها تسرب مافيه من معلومات، وربما يكون صودر من جهات أمنية وصلت
مكان الحادث، وهل يعقل ان الجهات الأمنية تسرب محادثات الهاتف، هذا إذا كان الهاتف
في عهدتها؟
0 تعليقات