علي الأصولي
يبدو لي بأن مقالاتي أصبحت موضع تهجم من بعض الإخوة وأنا في صدد
المناقشة لا ابتغاء المنافسة .. ولذا سوف تتم مهاجمة السيد الحيدري فكريا كونه هو
من آثار اللغط ومنه يصمت المتوهمون تبعا ..
السيد الحيدري يعلم علم اليقين بأن أول من آثار وروج نسبية المعرفة
قدماء اليونانيين واخص منهم أرباب السفسطة ..
بدعوى عدم درك الحقيقة المطلقة .. ثم أعيد نفخها بعد أن أقبرت على
يد الفكر أو المدرسة الهرمنطيقية .. وهدف الفكرة تمييع ومواجهة أرباب الأديان ..
وتوزيع الحقائق بيد الخلق بشكل مجاني وعليه لا تستطيع بالتالي أن تدعوا إلى
التوحيد فضلا عن غيره ..
ولما كان الحيدري وبعد تقلباته الأخيرة والبحث عن موطئ قدم في الصف
العلماني بدعوى الحوار والتحاور اتخذ أسلوب المغالطة لاستمالة هذه الأطراف
المناهضة للدين فكرا وسلوكا ومنهجا والسيد الحيدري يعلم علم اليقين أن العلمانية
لا تحترم من يتنازل عن ثوابته مهما كان ما لم يتجلبب بثيابها ..
ما يهمنا هو هل معارف النبي (ص) نسبية كما هو ظاهر كلام الحيدري
ومن تابعه أو أن معارفه مطلقة وشاملة؟
قرآنيا الحقيقة المطلقة لها حضور قرآني وقَد بيناه سابقا.
وعقليا لا نرى ثمة امتناع في البين بل الوقوع هو المتحصل نقلا
وعقلا كما بينا في هذه السلسلة فراجع ..وقبل بيان .. ذلك لابد من الوقوف وبيان
معنى الحقيقة لتحرير النزاع.
أولا: يمكن أن يقال عنها كل ما شمل عالم الإمكان
ثانيا: يمكن أن يقال عنها المعرفة معرفة الأشياء
ثالثا: يمكن أن يقال عنها المعرفة المطابقة للواقع .. وغير ذلك من
المعاني من قبيل المعرفة الثابتة القطعية المطابقية ..
إذن .. هناك إمكان ذاتي محتضن لها وهناك ثبوت إمكان وقوعي فصرف
الوجود يرفع الامتناع وقوله تعالى ( وعلم اَدم الأسماء كلها) وقوله (جاعلك للناس
إماما ) يفترض في تلكم الآيات ثبوت المعارف والمعلومات .. وقد بينا بعض الأدلة
النقلية ولا من مزيد ..
وأما الأدلة العقلية:
منها: البرهان الاستنباطي .. وهذا البرهان يعرفه الحيدري جيدا وقد
ذكر مضامينه في بعض آثاره ولكن تنازل عنه في أول جولة إعلامية!
ومنها: قاعدة إمكان الاشرف العقلية وحاصلها أن الوقوع وإمكان
الاشرف كافية على المدعى ولك أن تراجع تقريرات هذا البيان في مظانه ..
ومنها: قاعدة اللطف بمختلف تقاريره .. والاستقراء المعلل بوجود
الأسباب والمسببات الطولية للخلق من الوضوح بمكان ..
وكيف كان: تبعا للبرهان الفرضي .. ذكرنا ما يمكن ذكره في هذه
المقالات وننتظر الرد من شخص العلامة أو من يخوله ولدينا المزيد ...
0 تعليقات