نعمه العبادي
التحقت السودان
الشمالية اليوم بركب المطبعين رسمياً مع إسرائيل، وقد اقدم المجلس المؤقت وبدون ان
يكون هناك غطاء من المؤسسة التشريعية على توقيع اتفاق برعاية ومباركة وإشراف أمريكي،
وكان احد معطياته المزعومة، رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتي كانت
مشمولة بهذه القائمة ايام حكم البشير، وفي هذا الإطار أشير الى جملة دلائل
وتداعيات تتعلق بالأمر وهي الآتي:
1/ إن دخول السودان
ضمن إقليم الدول التي لها علاقات رسمية مع إسرائيل، يخلق جيبولتك خطير وحيوي لإسرائيل
بشكل يفوق الأحلام والأمنيات، فعملياً منطقة (الأمان والعلاقات) تمتد من مصر متصلة
بشمال السودان ثم الجنوب الذي يحمل علاقات قوية وأمنية مع إسرائيل، وهكذا باتجاه اريتريا
والصومال وإثيوبيا والامتداد الإفريقي، وتعني بعبارة عملية، ارتباطاً جغرافياً
متصلاً ملتزم بالتواصل والعلاقة مع إسرائيل وشريك حيوي لها.
2/ تتوافر السودان
وعموم المناطق الإفريقية على ثروات وقدرات اقتصادية هائلة، معطل معظمها بسبب
التخلف التكنولوجي والإدارة السيئة، ومع إضافة القدرات الإسرائيلية في هذا المجال،
فان ارتباطاً مصيريا سيكون عبر هذه العلاقات، كما انها ستوفر مدخولاً استثمارياً
هائلاً لإسرائيل.
3/ يمثل هذا الاتفاق
استكمالاً لضمان وضع مائي مستقر وآمن لإسرائيل، حيث أصبح النيل بمصبه ومجراه ضمن
مجال التوظيف الإسرائيلي في أية ظروف تتطلبه.
4/ بالتحاق السودان
في ركب التطبيع، يعني ذلك دخول تمام القارة الإفريقية، والتي هي الآن على وفاق تام
مع إسرائيل ولها علاقات وطيدة معها حتى الدول التي ليس لها تمثيل دبلوماسي مشترك،
تحمل علاقات بمستويات مختلفة.
5/ لجملة أمور
متداخلة، كان تطبيع السودان بمثابة مقدمة ضرورية لإعلان السعودية قبول إقامة
العلاقات الرسمية مع إسرائيل، وهو ما بشر به ترامب، والذي سوف نشهده قبل نهاية
العام الجاري.
6/ على نفس منوال ما
جرى مع الإمارات والبحرين سارت العلاقات مع السودان على أساس أنها متطلبات الشأن
السوداني، ولم ينظر باي درجة اعتبار لكل ما يتصل بالموضوع الفلسطيني.
7/في الآونة الأخيرة،
كثرت بالونات الاختبار التي أطلقها بعض المعنيين بموضوع التطبيع أو سماسرته أو
المتطلعين له، وهناك لعبة قذرة تريد تحميل الشيعة في العراق أعباء هذه الصفقة
القذرة، مع ان معظم الأطراف الأخرى ليست لديها حساسية من التطبيع أو ان حساسيتها
في حدود الخجل من الجو العام او الحذر من بعض تداعياته، لذلك ينبغي الالتفات الى
هذا الحديث الذي يظهر وكأنه عفوي وغير مخطط، لكنه في الحقيقة منظم ومدروس، ولا بد
من وضع النقاط على الحروف بشكل دقيق.
8/ ادعي، ان كل الذي أنجزته
إسرائيل من علاقات تكاد تقضم كل مساحة الوطن العربي، وما يتبعه من مردودات ايجابية
لها خصوصا على الجانب الامني لا يساوي عشر معشار من حلم استكمال تحقيق سرديتها
الدينية التي تمثل روح وجودها، والمرتبطة صميميا وروحيا بالعراق، فعلماء اليهود
يعرفون ان هيكل سليمان في العراق، ويعرفون ان كل ما يتصل بجذور تاريخهم الديني في
هذه الأرض، كما انهم يعرفون ان الكيان العقائدي الوحيد الذي يتبنى إزالتهم من
الوجود عملياً محله العراق، لذلك يبقى موضوع العراق هو العقدة الأكبر والأصعب في
مصير إسرائيل، ومنه ينبغي ان يتم قراءة الأحداث على هذا الأساس والتعامل معها
بمسؤولية.
0 تعليقات