علي الأصولي
في فترة مضت حيث لم اعقد النية على دخول مساجلات دفاعية عن ما حاول
البعض أثارته كإشكالات على بعض أفكار أو ممارسات السيد الشهيد الصدر .. وللآن
النية معقودة على ذلك .. ولكن أحببت أن أبين جانبا من جوانب عدم الرد لوضوح وهم
الإشكالات ممن آثارها تحت عنوان التحقيق!
للسيد الصدر كتاب معنون تحت عنوان - أشعار الحياة - فيه أنواع من
الشعر وفي مختلف المناسبات وعلى ما يبدو لي هو من قبيل كشكولاته التي لم يطبعها في
حياته لأسباب منها أنها كتبت في وقت الشباب وقد تغيرت بعض آراءه ومنها أنها كتبت
لا بصيغة شعرية احترافية بل هي محاولات فحسب وغير ذلك..
ولمن لا يعرف طبيعة الكشاكيل والأمالي فليستعن بأديب للوقوف على
هذه الكتابات ..
عرفت الشخصية النجفية الاخوندية وغير الاخوندية بالأدب والشعر فلا
تكاد يخلو محلة أو مكان أو تجمع من شاعر وأديب .. سواء كان افنديا أو معمما خطيبا
أو مرجعا دينيا ..
وعليه كثرت مقاهيهم وصالوناتهم في القرن الماضي ..
ما يعنينا، هو وجود كتاب بعنوان أشعار الحياة وأتمنى من القراء
مطالعة مقدمته للوقوف على أسباب كتابته ..
هذا الكتاب فيه من الغزل ما فيه .. من وصف النساء بل ومحاسنهن
بتوصيفات شعرية ملحوظة ..
وعلى ضوء ذلك قامت قيامة بعض الاتجاهات على هذه التوصيفات بدعوى
كيف لفقيه أن يقدم على هذه التوصيفات أين الاعلمية وحرمة الاثارة في مثل هذه
الموضوعات وغيرها من الإشكالات التي حسبها المتوهم إشكالا وما هي بإشكال!
ولو كان المستشكل بحجم دعوى التحقيق لما تورط في هذا المجال ..
ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد على اي حال ..
فتعالوا معي وللوقوف عن كثب وهذه المسألة ..
التشبيب في الشعر : هو وصف محاسن النساء .. وشبب بالمرأة يعني قال
فيها الغزل هذا معنى التشبيب ببساطة كما عرفوه وعليه كان عنوان هذا المقال ..
على أيام الشيخ العلامة المظفر وفي أيام شبابه بالتحديد رفع استفتاء
حول هذه المسألة .. مسألة التشبيب لأنها كانت رائجة في منتدياتهم الأدبية ..
والاستفتاء رفع إلى المحقق النائيني والشيخ النائيني أشهر من نار على علم فهو
أستاذ المحقق الخوئي وغيره .. والذي عبر عنه شيخ قم الوحيد الخراساني بقول: كان
حضار تلامذة المحقق يفتخرون بفهم عبارات المحقق النائيني في - اللباس المشكوك -
وهذا الافتخار له مبرراته لمن عرف معنى التحقيق ..
ما يهمنا في المقام هو الاستفتاء الذي قدم للشيخ المحقق حول جواز
أو عدم جواز هذا النوع من الفن الشعري الأدبي في الميزان الفقهي ..
ونص الاستفتاء كالآتي:
ما يقول مولانا الآية البالغة حجة الإسلام والمسلمين مد الله على
المسلمين رواقه في التشبيب، أهو حرام مطلقا أم خصوص ما كان في معين أم خصوص ما كان
في المؤنث دون المذكر ، وهل ترتفع حرمته برضى المتشبب به في المعين؟
ثم على تقدير الشمول لغير المعين، فهل فهل يدخل فيه ما كان لصرف
إظهار القدرة على التصرفات الشعرية وعلى جودة النظم أو كان لتمهيد مقدمة مدح أو
غيره - كما هي عادة الشعراء - بلا هوى في النفس في كلتا الصورتين ولا داع غرامي في
البين؟
وعلى كل تقدير ، فالتشبيب يعم مثل بث الشوق والغرام أم العتب على
الصدود والفراق وغير ذلك مما لا يتعلق بوصف محاسن المتشبب به أم يختص بخصوص الوصف
فلا يحرم الأول ولو كان في معين؟ انتهى موضع الشاهد ..
وكما نلاحظ لم يجعل المستفتي ثغرة للمفتي فقد فرع السؤال وشقق
الحال بما لا مزيد ...
0 تعليقات