آخر الأخبار

الحقيقة والمنطقة فى ثورة 25 يناير

 

 


 

مارك مجدي

 

الشيء المنطقي إن كل من شارك في 25 يناير يبقي بيحاول يفهم فين الغلط و يبدأ يبحث و يفكر عشان يوصل لنتائج, و الحقيقة أياً كان النتيجة اللي وصلها فهو أكيد حيكون عنده خطوط عامة ل"نقد" سلوك المشاركين في الثورة و فهم للظروف التاريخية اللي كنا بنتحرك فيها.

 

 

الحقيقة ده المنطقي ولكن المنطق مش متطابق مع الواقع.

 

الواقع إن قلة قليلة هي اللي فكرت و وصلت لنتائج و الباقي عايشين أسري حلم ساذج و حالة ال18 يوم اللي كانت حالة مشارك فيها أعتي أعداء التغيير الثوري الحقيقي.

 

كثيرين بقيت هويتهم مرتبطة بحدث 25يناير مش بفكرة التغيير نفسها, فبالتالي أي نقد للحدث بيبقي بالنسبة لهم تعريص أو بيع للقضية و ما إلى ذلك.

 

استخلصت من تجربة الثورة, اللي شوفت العالم و الواقع من خلال أحداثها, إن عملية التغيير الفعلي هي عملية ترتبط بالتراكم و العمل المنظم طويل الأمد, و ده بالضبط عكس اللي كثيرين من المتباكين دلوقتي بيعتقدوه. يعني من غير عمل منظم بمنهج و برنامج عمل واضح الكلام عن الثورة يبقي كلام دعائي و ادعاء للبطولة, مش كل الظروف ينفع أعمل فيها مظاهرة و امسك يافطة و اشتبك مع الأمن, في ظروف ثانية زيي اللي احنا فيها مطلوب إني أكون قاري و فاهم و عندي قدرة و قابلية علي الحركة في الأطر المتاحة رسمية أو الغير الرسمية.

 

يناير مش ثورة مغدورة و لا انتفاضة مهزومة و لا أي حاجة من الحاجات دي, المعطيات كلها بتقول إن يناير حدث محدود و أدى دوره في إطار الحدود الواقعية. يعني لا كانت حتحقق الحرية و لا العدالة و المساواة و لا أي حاجة من شعارتها, و لكن ده مش معناه أنها لم تنجز شيء, بالعكس, يناير غيرت مسار النظام السياسي في مصر بلا رجعة. النظام اللي كان قائم علي التحالف بين رأسمالية المحاسيب و جماعة الإخوان المسلمين الحاصل في عهد مبارك. يناير كشفت حقيقة المجتمع المصري و القوي الفعلية فيه و اللي لم تكن واضحة قبلها.

 

و دي انجازات كبيرة جداً في إطار الظرف التاريخي, لكن مهما قولت و مهما عدت, حيفضل الواهمين من جهة, و المنتفعين منها من جهة ثانية بيقولوا إن يناير كانت حتؤدي لتحقيق الخيال لو مكانش الجيش و الأخوان وحشين و أخلاقهم مش أخلاق فرسان.

 

اللي زي دول حرام النقاش معاهم لأن لا المنطلقات و لا الأهداف واحدة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات