آخر الأخبار

المسيحية الصهيونية…. ليست وهما

 





 

عز الدين البغدادي

 

أثارت صورة لمناقشة طالب ماجستير كثيرا من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وواضح أن بعض تلك الانتقادات غير مطلعة على الصهيونية المسيحية وأفكارها، ولا على محركات السياسة في أمريكا بالخصوص. وقد شارك ريان الكلداني وهو شخصية عامة مسيحية معروفة عليها ملفات كثيرة في الفساد وانتهاك حقوق الإنسان في حملة الانتقادات ضد هذا العنوان، بل طالب الحكومة بالاعتذار‼ ولا ادري ما دخل الحكومة في ذلك؟ وهو يعلم جيدا ان هناك حملات منذ سنوات لنشر المذهب الإنجيلي الذي يعتبر قاعدة المسيحية الصهيونية في شمال العراق على حساب طوائف الدينية المعروفة كالكلدان والاثوريين.

 

 

عموما الصهيونية المسيحية هي عقيدة لجماعة من المسيحيين البروتستانت تؤمن بأن قيام دولة لليهود في فلسطين عام 1948 كان حدثا ضروريا وحتميا للظهور الثاني للمسيح. وبالنسبة لهم فإن ما يسمى عندنا نكسة حزيران 1967 حيث هزمت عدة جيوش عربية مجتمعة في آن واحد يعتبر عندهم معجزة كبيرة، حيث تحققت نبوات الكتاب المقدس، وهو ما شجع مسيحيين إنجيليين آخرين على الانخراط في صفوف المدافعين عن المشروع الصهيوني وإلى دفع أمريكا للبقاء إلى جانب "الطرف الصحيح" في تتميم النبوات.

 

ارتبطت هذه النظرية بالبروتستانتية لأنها منذ ظهورها في القرن الـ16 تبنت مقولة أن "اليهود هم شعب الله المختار"، وأن هناك وعدا إلهيا يربط اليهود بفلسطين. ثم تبلورت عند ظهور ما عرفت بالكنيسة التدبيرية التي تمثل منهجا لتفسير الكتاب المقدس ظهر في إنكلترا في القرن 19. ، وبحسب رؤيتهم فهم يقسمون تاريخ العلاقة بين الله والبشر إلى سبع حقب زمنية يمر الانسان في كل واحدة منها بتجارب تمتحن طاعته، وهم بحسب رأيهم يرون أننا نعيش اليوم الحقبة السادسة المسمى "دور الكنيسة والنعمة" بانتظار حلول الحقبة السابعة والأخيرة برجوع المسيح للأرض لتأسيس حكمه الذي يستمر الف سنة كما تنبأ به الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وهم يعتقدون أن المسيح عند رجوعه سوف يخوض حرباً ضد قوى الشر في معركة تسمى هرمجدون يُقتل خلالها ثلثا الإسرائيليين ويهتدي الثلث الباقي للمسيحية، ثم يحكم المسيح لمدة ألف سنة‼

 

 

في أمريكا لاقت هذه النظرية رواجاً في القرنين 19 و20 بفعل جهود عدد من اللاهوتيين البروتستانت، . وقد ترأس المدرسة الأميركية القس الأيرلندي جون نيلسون داربي الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لحركة المسيحية الصهيونية الأميركية. وقد نشرت كتب كثيرة لترويج هذه الفكرة كان من ابرزها (Late Great planet Earth) لهول ليندسي الذي حقق مبيعات كبيرة. ثم أثرت هذه النظرية في السياسة الامريكية بشكل كبير، خصوصا على الحزب الجمهوري ولا تزال تلعب دورا كبيرا في كثير من المواقف الدبلوماسية والعسكرية لأميركا، وكان احتلال العراق يمثل ذروة الترجمة السياسية لهذا الموقف فضلا عن الموقف من ايران وسوريا وليبيا وكلها تتحرك في هذا الاتجاه، حيث يعتبرها هؤلاء التزاما دينيا لأنها تسرع عودة المسيح إلى الأرض. كما اتباع هذه النظرية يعتقدون بأن من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة حيث يشكلون جزءاً هاما من اللوبي المؤيد لإسرائيل.

 

 

يشار الى ان الكنيسة الكاثوليكية كان لها موقف سلبي من هذا الطرح، وقد QVP البابا بندكت الخامس عشر عام 1917 "لا لسيادة اليهود على الأرض المقدسة" وذلك كرد فعل على وعد بلفور.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات