آخر الأخبار

فهم طبيعة شروط مرجعية التقليد ..

 


 

 

علي الأصولي

 

قلنا مرارا وتكرارا أن من رام التقليد لأي فقيه كان. أن ينظر إلى شروط الواجبة التي يفترض أن تتوفر بشخص المرجع،

 

لا أن ينظر لشرط الأعلمية مثلا بمعزل عن شروط الأهلية الأخرى. لأن النظر المبتسر ينم أما عن جهل أو غفلة.

 

ولو وقفنا مليا بتأمل والشروط المجموعية من بلوغ وطهارة مولد وإسلام وايمان واجتهاد وعدالة وأعلمية وعدم السفه فسوف نقف على طبيعة هذه الشروط بلحاظ مخرجاتها.

 

فمثلا لو كنا نحن وشرط الاعلمية.

 

فهذا الشرط ليس معناه من احكم قبضته على علم الأصول فقط وفقط. كما هو فهم بعض المتفقهين. وليس معناه من كان اجود برد الفروع للأصول والأقدر على الاستنباط ونحو ذلك. كما يروج بعض المدرسين.

 

بل أن ارتباط الاعلمية بما تؤول إليها مخرجاتها وأن التزم السيد الأستاذ مثلا بضرورة فهم أهم مطالب علم الأصول والتقدم على ما سطره السلف خطوة.

 

أقول: الاعلمية المراد منها هي مخرجات هذه المقولة ولذا قد أشار (رض) لهذا المعنى في بعض كتبه. كما في (مبحث الولاية) إذ قال ما نصه:

 

- الأمر الأول: أن الفرد يجب أن لا يقتصر على معرفة الأحكام الإسلامية من أدلتها التفصيلية، مما يخص الشؤون الفردية فقط، كبعض العبادات وبعض المعاملات، بل يجب أن يوسِّع من ثقافته الفقهية الإسلامية لتشمل النواحي الاجتماعية، فيتعرف عن كثب على الحلول الإسلامية للمشاكل العامة في المجتمع، وعن أسلوب تدبيره وقيادته في الإسلام في مختلف الحقول؛ لكي يكون بذلك حاملاً للأطروحة الداعية الواسعة للولاية الإسلامية، وما تكتنفها من خصائص ومسؤوليات.

 

-    الأمر الثاني: أن يكون للفرد درجة عليا من الرشد الاجتماعي والخبرة السابقة بشؤون الناس والتعامل معهم وحسن مسايرتهم والتعايش معهم؛ إذ بدون ذلك يكون الفرد عاجزاً عن ممارسة الولاية والقيادة بطبيعة الحال. انتهى:

 

لأحظ، كان كلامه حول مرجع التقليد ولا معنى للاعلمية فيما لو اقتصر أمرها على معرفة الأحكام الشرعية التفصيلية بلحاظ ما يحتاجه الفرد فقط بل أن ضرورة معرفة الأحكام الشرعية التفصيلية لابد من شمولها وما يحتاجه المجتمع وتقديم الحلول وهذه الحلول فرع الإطلاع العام والثقافة كما هو معلوم. واردف (رض) الأمر الاول بالثاني. وضرورة أن يتحلى الفقيه بالرشد الاجتماعي وهذا الرشد معناه ان يكون الفقيه متوازنا رزنا وتعاطيه مع الأحداث الواقعة وشؤونات الناس.

 

الى ان يقول :

 

فإذا كان هذا مطلوباً من المسلم الاعتيادي، فكيف بالرئيس الأعلى؟ ومن المعلوم أن الفرد كلما اتسع نطاق علمه وعمله اتسعت مسؤولياته وقبُحَت هفواته أكثر، وصار أثرها السيئ أعمق وأوسع، ومعه فيكون اتخاذ الطريق العادل عليه ألزم وبه ألصق.

 

ولنا في سيرة النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) الذي كان على خُلقٍ عظيم أفضل شاهد على ذلك، وحسبنا أن نعلم أنه لو كان فظاً غليظ القلب لانفضوا من حوله کما نص القرآن الكريم. كما أن لنا في أسلوب تدبيره للمجتمع وحسن نظره فيه وطرق قيادته للفتح الإسلامي أسوة حسنة واجبة الإتباع بنص القرآن .. الخ انتهى:

 

ونستلخص من قلمه الشريف: أن حقيقة الاعلمية ( أصولية كانت أو فقهية أو أصولية فقهية أو شمولية) أو أي معنى كانت. حقيقتها بمخرجاتها والتي هي خارج حدود الفقه واصوله وان كانت تركز بالأساس على الأصول كما هو مبناه

 

وكيف كان: لابد للأعلم ان يكون أعلم بكل ما تتوقف عليه القيادة الاسلامية الحقَّة، من حل مشاكل الناس والخبرة بشؤونهم وكيفية التعامل معهم، وأن يكون واعياً للاطروحة العادلة الكاملة وداعياً لها ومدافعاً عنها، وأن أسندت مقولة الاعلمية عنده (رض) بالأصول كما قلنا.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات