إنكاره وجود اليهود في المدينة
في كتابه" مقالات نقدية في السيرة النبوية" طبعة Editions Walidoff
حاول الباحث التونسي محمد النجار إنكار الوجود التاريخي لليهود في
المدينة زاعما أن السرديات الإسلامية وحدها التي انفردت بهذا الخبر.
وللجواب على هذا الادعاء سنقوم أولا بإثبات الآثار المادية و
المصادر الخارجية التي تكلمت عن الوجود اليهودي بأرض الحجاز عامة ثم التطرق لآثار
اليهود بالمدينة.
1- الآثار المادية
و المصادر الخارجية التي تكلمت عن الوجود اليهودي بأرض الحجاز.
لم يقتصر وجود الآثار اليهودية في شبه الجزيرة العربية بالمناطق
الجنوبية و الشمالية كاليمن وفلسطين و الأردن وغيرها فحسب، بل ثبت وجودهم أيضا في
أرض الحجاز في مناطق مختلفة:
أ- النصب التذكاري
بتيماء:
النصب التذكاري لأشعيا يوسف هو نقش نبطي آرامي من القرن الثالث - سنة
203 م-. وهو موجود في متحف تيماء. قام بدراسته جودرزي ومايكل مكدونالد، بروفيسور
معهد الدراسات المشرقية التابع لجامعة أكسفورد.
يقول السطر الأول "هذا هو النصب التذكاري لدفن أشعيا [...] بن
يوسف، زعيم تيماء، يقيمه على شرفه إخوته عمرام وعشم".
يذكر هذا النصب اسم الزعيم وإخوته، وأحدهم يحمل اسماً يهودياً
ب- نقش بين
الحجر وتبوك
النقش نشره فريق الصحراء وهو عبارة عن كتابة عربية واضحة إلا أنها
تحتوي بعض السمات المتبقية من الكتابات العربية الشمالية خاصة النبطية:
ونص النقش هو
بشر بر سموال
كتبت ذا الكتب
ج-نقش تبوك
النقش عثرت عليه بعثه يابانية وهو يحتوي على رسم شمعدان يهودي في
أحد جبال منطقة تبوك
د- شهادات يهود الشام من القرن الثالث الميلادي ليهود خيبر
نقل المؤرخ المتخصص في الشؤون اليهودية هنريك غرايتزHeinrich Graetz
شهادات من يهود دمشق وحلب في القرن الثالث الميلادي إنكارهم
المزعوم على وجود يهود في الجزيرة العربية و هو قولهم:" ان الذين يعتبرون
أنفسهم من اليهود في جهات خيبر ليسوا يهودا حقا" ويبررون هذا الزعم بدافع دين
و يقولون " لم يحافظوا على الديانة الإلهية التوحيدية و لم يخضعوا لقوانين
التلمود خضوعا تاما". انتهى
كما في كتاب تاريخ اليهود في جزيرة العرب لإسرائيل ولفنسون.
وعليه فإن وجود اليهود في جنوب الجزيرة العربية و شمالها و في
مناطق مثل تبوك و الحجر و تيماء و خيبر لا يمنع من قبول السردية الإسلامية حول
وجود اليهود في المدينة المنورة قبيل البعثة النبوية.
2-آثار اليهود بالمدينة.
تعتبر الآطام اليهودية الشاهد المادي الوحيد ،المتوفر حاليا، على
وجود اليهود في المدينة زمن البعثة النبوية.
والآطام: هي الحصون المرتفعة المربعة المبنية بالحجارة . و قد كان
لليهود 59 إطما في المدينة.
وتعتبر الآطام أيضا من جملة الشواهد المادية على صحة السردية الإسلامية
إذ تكاد لا توجد آطام أخرى في جزيرة العرب تتوافق مع توصيف الإخباريين.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله سلم عن هدم تلك الآطام، فقد أخرج
الإمام البيهقي في معرفة السنن والآثار ما نصه: "أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِينَا قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه
وسلم، عَنْ هَدْمِ آطَامِ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: «إِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ»".
وقد تكلم المؤرخ ابن زبالة المتوفى سنة 199 هجري عن تلك الآطام
فقال: "كانت الآطام عز أهل المدينة ومنعتهم التي كانوا يتحصنون فيها من
عدوهم".
و قال: وكان من بقي من اليهود - حين نزلت عليهم الأوس والخزرج -
جماعات منها: بنو القصيص، وبنو ناغصة كانوا مع بنى أنيف بقباء، وكان بقباء رجل من
اليهود يقال (إنه من بنى النضير) كان له أطم يقال له (عاصم) كان في دار ثوبة بن
حسين بن السائب بن أبي لبابة وفيه البئر الذي يقال لها قباء، وقيل: إن بنى ناغصة
حي من اليمن كانت منازلهم في شعب بني حرام حتى نقلهم عمر بن الخطاب إلى مسجد
الفتح، ومنها بنوقريظة في دارهم المعروفة بهم اليوم، وكان لهم بها آطام: من ذلك
أطم الزبير بن باطا القرظي، كان موضعه في موضع مسجد بني قريظة، وأطم كعب بن أسد
يقال له بلحان بالمال الذي يقال له الشجر". انتهى
وقد جاء في مخطوط " أخبار المدينة " للزبير بن بكار
ذكر ما كان بها من الآطام قبل حلول الأوس والخزرج بها، ثم ما كان بها بعد حلولهم
وأطال في ذلك.
ومما تبقى من الآثار اليهودية بالمدينة هو أطم كعب بن الأشرف
0 تعليقات