كتب : عمرو صابح
الثورة الإيرانية ضد الشاه محمد رضا بهلوي اشترك فيها القوميون
والشيوعيون والليبراليون والتيار الديني ، ولكن السلطة ذهبت فى النهاية للتيار
الدينى وقادته من الملالي بينما تم إقصاء وطرد وقتل قيادات باقى شركاء الثورة.
الجيش الإيراني الموالى للشاه ، وكان جيش بالغ القوة لكى يتخلص منه
الخمينى ،زج به فى أتون حرب مدمرة ضد العراق استمرت 8 سنوات ، بتلك الحرب تفرغ
الخمينى لتصفية شركاء الثورة فى الداخل من خارج تياره ، وحطم جيش الشاه ليبنى جيشه
العقائدى وحرسه الثورى.
أبو الحسن بنى صدر أول رئيس جمهورية لإيران عقب خلافه مع جناح
الخمينى تم إقصاءه من السلطة وهرب خارج إيران ، ومازال يعيش لاجئاً فى فرنسا حتى الآن
، كما هرب إبراهيم يزدى أحد كبار قادة الثورة ليعيش منفياً فى تركيا حتى وفاته عام
2017 ، بينما تم إعدام صادق قطب زاده أول وزير خارجية لإيران.
أبو الحسن بنى صدر وإبراهيم يزدى وصادق قطب زاده كانوا على اتصال
دائم بفتحى الديب رجل عبد الناصر لحركات التحرر الوطنى ، وقد ذكر فتحى الديب
اتصالات مصر بهم تفصيلياً فى كتابه " عبد الناصر وثورة إيران" ،
والثلاثة غادروا السلطة مبكراً.
الخمينى وخامنئى لم ينكرا دور الرئيس عبد الناصر فى دعم الثورة ،
ولكن الخمينى هو من أمر بإصدار طوابع بريدية لتخليد ذكرى حسن البنا وسيد قطب ، كما
أطلق على شارعين من أكبر شوارع طهران اسميهما ، بينما لم يفعل ذلك مع جمال عبد
الناصر ، بينما قام خامنئى بترجمة كتب سيد قطب من العربية للفارسية ..
الصراع على السلطة لا توجد به رحمة ، والمتأسلمون بكافة أطيافهم لا
يقبلون شركاء لهم فى السلطة ، وتجربة إيران فى الحكم الثيوقراطى كانت ستكون
النموذج الملهم لحكم جماعة الإخوان فى مصر لو لا قدر الله واستمر حكم الجماعة.
0 تعليقات