آخر الأخبار

محمد بن إدريس الشافعي ومشروع البرهان

 

 


 

 

 

محمود جابر

 

عمل الشافعي على إنتاج مدرسة جديدة وفق مشروع البرهان ..

 

البرهان هو مشروع للتوفيق بين مدرسة الحديث وعلى رأسها مالك بن أنس وبين مدرسة الرأي وعلى رأسها أبى حنيفة وهدف مشروع الشافعي إلى تقنين الشرع بصورة كلية ووضع حد للخلاف الفقهي وللفوضى التشريعية التي تنذر بتمزيق الأمة بعد اتساع الدولة اكتفى الشافعي باستقراء القرآن وما صح عنده من السنن وما وصل إليه منها مع إبعاد أقوال الأئمة على اعتبار أن ما قدموه لا يعدو وجهة نظرهم.

 

 قام الشافعي بوضع وضبط علم المصطلح والأصول كميزان ضبط لمعرفة الصحيح من الآراء من غير الصحيح وتحديد شروط إنتاج الأحكام التى تميز الحلال والحرام والمباح والمكروه والبحث عن الدليل الشرعي الكلى من حيث ما يثبت به هذه الأحكام وتوضيح قواعد الاستنباط والاجتهاد والسبل التى يستعين بها المجتهد فى استنباط الحكم الشرعي من مصادره.

 

هذه الشمولية التى حرص الشافعي على منحها للنصوص الشارحة تعنى فى التحليل الاخير تكبيل الإنسان بإلغاء فعاليته وإهدار خبرته وذلك عن طريق توسيع مجال فعالية هذه النصوص ومجال تأثيرها عبر تحويل السنة كنص ثانوى الى نص مشرع لا يقل فى دلالته التشريعية عن النص الأول مع توسيع مفهوم السنة بإلحاق الإجماع بها وكذلك بعدم التفرقة بين سنة الوحى وسنة العادات وربط مفهوم القياس والاجتهاد ربطا محكما بهذه النصوص وتضيق نطاقه.

 

وبذلك أصبح الاجتهاد لدى الشافعي له صورة واحدة هى قياس الواقعة على النص ومؤدى ذلك فى النهاية ان على الواقع ان يتشكل حسب ماهو موجود فى النص ما يشى بان الأمر لا يتعلق بتوسيع دائرة الاجتهاد أو بإعمال جزئي للرأي بل هو تقييد لحركة الاجتهاد.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات