بقلم : عمرو صابح
للمؤرخ الراحل الدكتور. عبد الخالق محمد لاشين الأستاذ بكلية
الأداب جامعة عين شمس، والمتخصص فى التاريخ الحديث والمعاصر، ومن تقديم الراحل
الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب بجامعة عين شمس.
الكتاب هو رسالة الماجستير الخاصة بالدكتور عبد الخالق لاشين .
يعتمد المؤلف فى رسالته على مذكرات سعد زغلول ومذكرات المعاصرين له
من أعلام المجتمع المصرى، والوثائق العربية والأجنبية التى تتناول تلك الفترة.
سعد زغلول ينتمى لأسرة ميسورة الحال من قرية أبيانه بمركز فوه فى
محافظة الغربية، توفى والده وهو صغير ، التحق بالأزهر ولم يكمل تعليمه به ، تعاطف
مع الثورة العرابية فى بدايتها ثم شارك فيها عندما وقع الاعتداء البريطانى على
الإسكندرية فتم سجنه ، عمل بالمحاماة قبلما يحصل على ليسانس الحقوق ، وكان شديد الإعجاب
بالإمام محمد عبده ويعتبره أستاذه ، وقد قام محمد عبده بتعيينه بجريدة الوقائع
المصرية ، كان سعد زغلول طموحاً وذكياً أدرك بعد فشل الثورة العرابية وتجربة سجنه
ان الحل هو أن ينال حقه عبر الانتساب للطبقة الارستقراطية ، فكان صديقاً مقرباً
للأميرة الموالية للإنجليز "نازلى فاضل" وشبه مقيم فى قصرها لدرجة جعلت
معاصروه يقولون انه عشيقها.
وعندما قرر سعد زغلول أن يتزوج اختار صفية ابنة مصطفى فهمي رئيس
الوزراء والذى كان مع بطرس غالى أكبر أتباع الاحتلال البريطاني، وكان مصطفى فهمى
يوصف فى زمنه بكونه أخلص صديق عرفته إنجلترا خلال احتلالها لمصر.
ساعد مصطفى فهمى بنفوذه سعد زغلول على أن يصبح نائب عام ثم قاضي ،
وعن طريقه تعرف سعد زغلول باللورد كرومر وأصبح لصيقاً به ، فعينه كرومر وزيراً
للمعارف " التربية والتعليم " مع وجود مستشار إنجليزي وهو دانلوب ،
وخلال توليه منصب وزير المعارف انصاع سعد زغلول للسياسة البريطانية التى فرضها
الإنجليز على نظام التعليم المصري.
كان سعد زغلول يحتفظ فى منزله بصور لثلاثة أشخاص يقول أن يدين لهم
بالفضل هم جمال الدين الأفغاني ،ومحمد عبده ،واللورد كرومر.
أصيب سعد زغلول بحالة من الحزن الشديد بعد رحيل اللورد كرومر عن
مصر.
فى عام 1910 كان سعد زغلول وزيراً للحقانية " العدل "
وقد صاغ مذكرة الحكومة المصرية التى تطالب بالموافقة على المشروع البريطاني بمد
امتياز شركة قناة السويس لمدة 40 سنة جديدة تبدأ بعد نهاية مدة الامتياز الأولى فى
عام 1968 وتنتهي فى عام 2008 مقابل أن تدفع بريطانيا لمصر 4 مليون جنيه!!
رغم استماتة سعد زغلول فى الدفاع عن المشروع البريطانى إلا أن
المشروع فشل ولم يتم. بسبب الحملة التى قادها الزعيم الوطني محمد فريد رئيس حزب
الوطني.
كان سعد زغلول يكن كراهية شديدة للزعيم مصطفى كامل مؤسس الحزب
الوطني ، ويصفه فى مذكراته بإنه مجنون ونصاب ومخادع ومنافق وكذاب ، كما كان يرى
قادة حزب مصطفى كامل " الحزب الوطنى " من ذوي الأفكار الرجعية
والمتعصبين وطنياً.
رغم علاقاته الوطيدة بأصهاره الارستقراطيين، وحبه الجارف لحماه
مصطفى فهمى، لم يكن سعد زغلول سعيداً فى حياته مع زوجته كما كتب فى مذكراته ،
وكانت علاقته بشقيقه أحمد فتحى زغلول سيئة، كما ان علاقته بعائلته وأهل قريته
أبيانه كانت شبه مقطوعة، كما أنه لم يكن يحب أحمد لطفى السيد والزعيم محمد فريد .
أدمن سعد زغلول لعب القمار وقد تسبب ذلك فى خسارته للكثير من
ممتلكاته، وهو يعترف فى مذكراته بعدم قدرته على التخلص من داء القمار.
يتوقف الكتاب عند عام 1914 فى حياة الزعيم سعد زغلول.
سعد زغلول شخصية ثرية جدا من الناحية الإنسانية، وكان شديد الذكاء
وعارف هدفه منذ البداية، ونجح فيما أراده، ومذكراته هى أكثر مذكرات الزعماء العرب
صراحة وجراءة.
كتاب رائع متخم بالوثائق وعلى رأسها مذكرات سعد زغلول ذاته، ولا
غنى عن قراءته لكل مهتم بمعرفة تاريخ الزعيم الوطني سعد زغلول.
0 تعليقات