قبل الوقوف على حالات الضرورة وآثارها على المستوى الفقهي تارة
والعقدي تارة اخرى، لابد والوقوف على مفهومها اللغوي والإصطلاحي لتحديد معناها وما
يراد منها في الجملة،
فقد جاء في لسان العرب حول الضرورة إذ قال: الضرورة كالضرة والضرار
، المضارة، وليس عليك ضرر ولا ضراوة ولا ضرة ولا ضارورة ولا مضرة، ورجل ذو ضارورة
أي ذو حاجة، وقد اضطر إلى الشيء اي ألجيء إليه.
وقال صاحب مجمع البحرين: والضرورة - بالفتح - الحاجة ومنه - رجل ذو
ضرورة - أي ذو حاجة، وقد اضطر إلى الشيء: أي لجأ إليه. وقال في موضع آخر: والضروري
يطلق على: ما يراد منه البديهي والقطعي واليقيني،
ومن اللغويين جمع الضرورة على الضرورات كصاحب - تاج العروس - وأخذ
صاحب - المفردات - بتقسيم أنواع الضروري بما لا حاجة لنا به. لأنه نظر إلى معناه
اللغوي وأخذ بتفصيل تطبيقاته. وكيف كان: اتفق أهل اللغة على أن معنى - الضروري -
يعني الحاجة –
وقد بحث المناطقة في هذه المفردة بعد أن قسموا العلم بحسب التقسيم
الأولي إلى علم أو علوم بديهية ضرورية وأخرى علم أو علوم كسبية نظرية،
والضروري البديهي عندهم: هو ما لا يحتاج في حصوله إلى كسب ونظر ،
فالعلم الضروري يحصل بلا فكر واعمال النظر فهو أما يرجع للاضطرار أو البداهة،
كتصور مفهوم الوجود ومفهوم العدم والكل اعظم من الجزء ونحو ذلك من التصورات التي
لا تحتاج معها إلى مؤونة بيان ونظر،
وهذا بخلاف العلم الكسبي الذي يتوقف على مجموعة مقدمات للوصول
للنتيجة كالعلوم الفكرية والنظرية ونحو ذلك،
وبعد ذلك ذهب المناطقة إلى تقسيم الضرورات أو الضروريات ونص أهل
الفن إلى كون هذه الضروريات ستة اقسام بحسب التتبع والاستقراء،
منها: الاوليات، ومنها: المشاهدات، ومنها: التجريبيات، ومنها:
المتواترات، ومنها: الحدسيات، ومنها: الفطريات، فهذه ستة كاملة على ما افاد المظفر
في - المنطق - وكيف كان: هذا على نحو الاستقراء لا الحصر العقلي، ومنه تعرف بأن
السيد الشهيد الصدر الاول في - بحوث علم الأصول - تقريرات السيد الهاشمي/١٣٠/٤/
تحفظ على هذا الاستقراء في الضروريات إذ قبل منه الاوليات كاستحالة اجتماع
النقيضين، والفطريات التي ارجعها إلى القضايا الأولية وما عدا ذلك فلم يذهب على
كونها قضايا أولية قبلية، بل هي قضايا معرفية بشرية بعدية. على تفصيل ليس هنا محله
- راجع الأسس المنطقية للاستقراء –
___________________________
تلخيص: الضرورات الدينية والمذهبية والفقهية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) - المفهوم - الحكم - المصداق -
علي الوائلي،
علي الأصولي
0 تعليقات