فرقد الحسيني
نبذه عن بعض مدن شبه الجزيرة العربية الفراتية:
ثالثا: رأس العين مدينة سورية تقع في شمال غرب محافظة الحسكة على
الحدود التركية السورية يعود تاريخها إلى آلاف السنين وهي النقطة التي يعبر منها
نهر الخابور إلى الأراضي السورية.
كانت تعرف باسم /كابارا/في العهد الأرامي و/غوزانا/في العهد
الاشوري و/رازينا أو رسين/ وتيودسليوس/ في العهد الروماني ثم سميت/رش
عيناو/بالسريانية وسميت قطف الزهور /وعين وردة/ وأخيراً رأس العين.كانت رأس العين
في العصر العباسي مركزاً تجارياً هاماً ومحطة هامة للقوافل ومصيفاً للحاكم العباسي
المتوكل وغيره من الخلفاء العباسيين. كما اتخذ منها صلاح الدين الأيوبي مركزاً
للاستراحة مدة عام كامل أثناء معاركه في منطقة الجزيرة العليا وشمال العراق وحلب.
لايخفى ما كان للمياه من شأن كبير في جذب الأقوام وتوفير مقومات
الاستقرار والتوطين ولذلك كانت منطقة الخابور وينابيعها بشكل خاص توفر عقدة
مواصلات هامة بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وقد هيأها ذلك لأن تكون موطن
عمران منذ فجر التاريخ.
تحدث الادريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق عنها قائلاً:
رأس العين مدينة كبيرة فيها مياه نحو من ثلاثمائة عين عليها شباك
حديد تحفظ ما يسقط فيها ومن هذه المياه ينشأ معظم نهر الخابور الذي يصب في قرية
البصيرة.
أما ياقوت الحموي فقد ذكرها في كتابه معجم البلدان قائلا: هي مدينة
مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة
صافية وتجتمع كلها في موضع فتشكل نهر الخابور وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس
وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية.
و هناك أسماء أخرى لعيون ظلت طوال ستة آلاف عام موجودة حتى عام
١٩٩٤م حيث نفذ بعضها وبدأت مياه البعض تقل.
رابعا: نصيبين : هي مدينة تاريخية في محافظة ماردين التركية تنفصل
نصيبين عن مدينة القامشلي عن طريق الحدود التركية السورية.وترجع تسمية نصيبين إلى
النصبات أو الغرسات المنصوبة وذلك لكون نصيبين مغروسة على ضفاف نهر جقجق بين
النهرين العظيمين دجلة والفرات.
عاش فيها الأسقف والعالم النسطوري إلياس النُصيبي المولود سنة ٩٧٥
والمتوفى سنة ١٠٤٦م الذي ألف كتابا أسماه المجالس وهو عبارة عن مناظرة بينه وبين
الوزير أبو القاسم الحسين بن علي والمغربي دافع فيه عن عقيدة توحيد النصارى.
وعاش فيها القديس مار يعقوب النصيبيني معلم كنارة الروح/مار أفرام
السرياني/الذي أنشأ في نصيبين ديراً عظيماً كان بمثابة الجامعة في أيامنا هذه
وكانت تعلم العلوم الفلسفية واللاهوتية والطبية والرياضيات وغيرها من العلوم
الإنسانية وباللغة السريانية واليونانية وقد دفن مار يعقوب الذي كان أسقفاً
لنصيبين السريانية في ديره الذي لا يزال حتى اليوم محجاً لآلاف السريان في العالم.
كانت مدينة نصيبين مرتبطة بطريق مهم يصلها بالرها وحدياب التي تسمى اليوم أربيل
فأرمينية باتجاه الشرق وبسنجار والحضر في الجنوب الشرقي وبميسان حتى الخليج العربي
والهند في الجنوب وبمنبج فحلب ودمشق وتدمر. مما جعلها ذات أهمية تجارية واقتصادية
وسياسية وعسكرية حيث كانت عاصمة ممالك وجددها سلوقس الأول نيقاطور ودعاها انطاكيا
مقدونية.
تنازع عليها الرومان فأصبحت بأيديهم سنة ٢٩٧م فجعلها ديوقليانس
قلعة الشرق الحصينة ومقراً لقائد بلاد ما بين النهرين.
لحقها الخراب والدمار وخصوصا في أطرافها سنة ٣٥٩م حيث خلت من تسعين
بالمائة من سكانها بسبب الإمبراطور يوليانس الجاحد الذي قرر أن يقضي على المسيحية
ويرجع عبادة الأصنام فيها وفي غيرها من المناطق التي تحت سيطرته لكنه باء بالفشل
واضطر خلفه جوفيان ان يتنازل عنها في معاهدة الصلح التي أبرمها مع شابور الثاني
سنة ٣٦٣م.
دام هذا السلام بين المملكتين ثلاثين سنة على حساب أهالي نصيبين
الذين غادروها إلى الأراضي الخاضعة للروم ولا سيما إلى آمد التي هي ديار بكر
والرها وأسكن شابور فيها اثني عشر ألف فارس من اصطخر واصفهان وغيرهما.
أهم شاهد قديم فيها هو حجر ابرسيوس المنقوش عليه سنة ٢٠٠م قصة
المسيحية المرتبطة بمار توما الرسول والرسول مار ماري.
تحولت كنيستها الكبيرة التي كانت تسمى كنيسة الشهيدة /فبرونيا/إلى
جامع باسم زين العابدين.
زارها الإدريسي وكتب عنها في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
قائلا:
نصيبين مدينة ديار ربيعة: هي مدينة كبيرة ذات سور حصين وأسواق
عامرة ومقاصد تجارات وبها فعلة وصناع وطرز لصنع جيد الثياب ولها مياه كثيرة وجل
مياهها خارجة من شعب جبل يقرب من شمالها يسمى بالوسا وهو أنزه مكان يعرف بها
وتنتشر تلك المياه إلى بساتينها ومزارعها وتدخل إلى كثير من قصورها ودورها ولها
فيما بَعُدَ عنها واستدار بها أقاليم وضياع حسنة عظيمة السائمة والكراع دارة
الغلات والنتاج.
وزارها ابن بطوطة في رحلته وذكر أبيات منسوبة إلى أبو نواس:
طابت نصيبين لي يوما وطبت لها
يا ليت حظي من الدنيا نصيبين
تقع حاليا في جنوب شرقي تركيا عبارة عن بلدة صغيرة تضم أطلال
الكنائس الفخمة والأديرة الجميلة الكبيرة
....................
خامسا: جزيرة ابن عمر: وتسمى اليوم جزيرة بوطان وهي عبارة الآن عن
قضاء في محافظة شرناق في منطقة جنوب شرق الأناضول في تركيا تقع على نهر دجلة على
الحدود التركية السورية وعلى مقربة من الحدود العراقية التركية.
سبب تسميتها بالجزيرة لكونها محاطة بدجلة من الشمال والشرق والجنوب
أطلق عليها السريان تسمية جزرتا لكونها نائية وبعيدة عن المدن المجاورة. حيث كلمة
/جزر/ تعني المقطوع في لغتهم.
سكنت قبائل بكر بن وائل وخصوصا فرع بني شيبان المنطقة الممتدة من
جزيرة ابن عمر إلى منطقة ديار بكر وكانت في العصر العباسي من البلدات المهمة وفي
عهد الصليبيين.
تعتبر البوابة التي تربط أعالي بلاد الرافدين بأرمينيا. واعتبرها
الموروث الإسلامي البلدة التي أسسها نوح على سفح جبل الجودي حيث استقرت سفينته
ويوجد فيها قبر نوح حيث يمكن زيارته حتى اليوم.
يذكر المسعودي أن المكان الذي استقرت فيه السفينة يمكن رؤيته في
زمنه.وفي خبر إن: عمر بن الخطاب جعل من بقايا سفينة نوح مسجداً.وقبل الاسلام كانت
الجزيرة مقر الأساقفة السريان الشرقيين من بيت زبدي أو زبداي في القرن الرابع
الميلادي.
..........................
سادسا:قرقيسيا أو كركيسيوم /بلدة البصيرة حاليا/هي مدينة سورية
صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. واليوم أطلال أثرية قرب مدينة دير الزور
السورية.
اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري
وإبان الفتح الإسلامي أصبح اسمها قرقيسيا .
جاء في معجم البلدان لياقوت:وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك.
وقال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال
الخيل المسمى بالعربية الحلبة.
وقعت تحت الحكم الفارسي في زمن الملك دارا الأول الذي احتل منطقة
الخابور ثم تبعت لدولة السلوقيين وبعدها خضعت لسيطرة الرومان بعد أن أصبحت سورية
ضمن الامبراطورية الرومانية. وفي سنة ٦٣٣ ميلادي فتحت من قبل المسلمين.
قال الإصطخري عنها: إنها على الخابور ولها بساتين وأشجار كثيره
وزروع نزهه.
وقال ابن حوقل: وأمّا قرقيسيا فمدينه على الخابور فيها بساتين
وأشجار كثيره وفواكه وهي في نفسها نزهه ويجلب من فواكهها وفواكه الخابور إلى
العراق في الشتاء.
عمرها ملك بن طوق صاحب الرحبة ورحبه ملك بن طوق أكبر منها./واشتهر
مالك بن طوق التغلبي الذي كان واليا على الموصل وبعض مناطق الجزيرة ببناء مدينة/
الرحبة/المعروفة برحبة مالك بن طوق وسبب تعميرها طلب هارون العباسي من مالك بن طوق
ان يسأله حاجة بعد أن كان للأخير موقفاً نال استحسانه ورضاه فطلب منه أرضاً يبنيها
وتنسب إليه فوافق على طلبه وأرسل إليه الرجال والأموال فبنى المدينة.
وعن قرقيسيا قال البكري الأندلسي:قرقيسيا كورة من كور ديار ربيعة و
هي كلّها بين الحيرة والشام.وقال الإدريسي قرقيسيا مدينة بالجانب الشرقي من الفرات
ويصب أسفلها نهر الهرماس المسمى بالخابور ولها ثمار كثيرة.
وقال الحمیري:كورة من كور ديار ربيعة بين الحيرة والشام وفي الجانب
الشرقي من الفرات فتحها عنوة عمرو بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف بأمر عمر
بن الخطّاب.
وإلى قرقيسيا فرّ زفر بن الحارث العامري ثم الكلابي بعد وقيعة مرج
راهط حيث كان مع الضحاك بن قيس الفهري وبها مرّ سليمان بن الصرد الخزاعي بجيشه
ومنها توجه على عين الوردة.
::::::::::::::::::::::
سادسا: دُنَيصَر أو دنيسر ويقال لها أيضا قوج حصار ويقال لها ايضا
تل أرمن. هي إحدى مدن الأقاليم السورية الشمالية التي اقتطعت من سوريا وضمت إلى
تركيا في معاهدة لوزان عام ١٩٢٣م. تقع الآن في محافظة ماردين .
قال عنها الرحالة ابن جبير:
هي في بسيط من الأرض فسيح وحولها بساتين الرياحين والخضر تسقى
بالسواقي وهي مائلة الطبع إلى البادية ولا سور لها وهي مشحونة بشراً ولها الأسواق
الحفيلة والأرزاق الواسعة وهي مخطر لأهل بلاد الشام وديار بكر وآمد وبلاد الروم
التي تلي طاعة الأمير مسعود وما يليها ولها المحرث الواسع ولها مرافق كثيرة. فكان
نزولنا مع القافلة ببراح ظاهرهاوأصبحنا يوم الخميس الثالث لربيع الأول بها مريحين
وخارجها مدرسة جديدة بقية البناء فيها ويتصل بها حمام والبساتين حولها فهي مدرسة
ومأنسة. وصاحب هذه البلدة قطب الدين وهو أيضاً صاحب مدينة دارى ومدينة ماردينة
/ماردين/ ورأس العين وهو قريب لابني أتابك.
:::::::::::::::::
سابعا: سنجار وبالكردية: شنگال هي مدينة عراقية ومركز قضاء تقع في
غرب محافظة نينوى
هناك من يربط اسم مدينة سنجار بقصة الطوفان قالوا/ أن سفينة نوح
لمّا مرّت بالجبل نطحت به فقال هذا سن جبل جار علينا فسميت/ سن- جار- /سنجار
وقالوا : أنّ السلطان سنجرين ملك شاه بن ألب أرسل ولده ليكون ملكا عليها بعد سلطان
خراسان وقالوا: زنج تعني أسود أو المصدي نسبة الي قمة الجبل. وقالوا: سميت البلدة
نسبة لجبل سنجار القريب الذي سمي نسبة لبطن سنجارة من قبيلة شمر الطائية.
0 تعليقات