فرقد الحسيني
.
هناك شبه إجماع بين المؤرخين على أن المسيحية انتشرت بشكل سريع
وغريب في الجزيرة العربية الفراتية لكنهم اختلفوا لاختلاف مصادرهم في كيفية دخولها
إلى هناك؟وفي من أدخلها؟.
فقال البعض أن توما الرسول أول من أدخل المسيحية إلى الجزيرة /توما
ويدعى أيضا يهوذا توما ديديموس ومعنى توما باللغة الآرامية التوأم هو واحد من رسل
المسيح الإثني عشر الذين أرسلهم الى الأقطار توفى سنه ٧٢م/.
وقال آخرون أنها دخلت مع آداي وماري/ ماري الرسول هو مبشر بلاد ما
بين النهرين واحد التلاميذ الاثنين والسبعين الذين تتلمذوا على يد مار أدي الرسول
الذي تلقى تعاليمه من مار توما أحد تلاميذ المسيح/.
والبعض يرجح بارشابا والمعروف ب/برنابا توفي حوالي ٦١م وهو أحد رسل
المسيح الإثني عشر/.
ويقول الآخرون أن الإيمان المسيحي دخل هذه البلاد زمن السيد المسيح
بالاستناد على اكتشاف المؤرخ المسيحي يوسابيوس لرسائل بين المسيح والأبجر الخامس
ملك اديسا
/الرها/. نبذة/ أبجر الخامس بالسريانية: /أبْكَر حَميشويو/ أحد
ملوك مملكة الرها بين عامي ١٣ - ٥٠ م. وهو الملك الخامس عشر من الأسرة الأبجرية
التي حكمت الرها لحوالي أربعة قرون. قام بمراسلة السيد المسيح ومن ثم اعتنق
المسيحية على يد مار أدي أحد التلاميذ الاثنان والسبعون .
وسبب
لكن هذه الرواية تفتقد إلى سند تاريخي ويبقى فقط من الثوابت أن
الأبجر الثامن ١٧٦ – ٢١٣ كان مسيحيا.
:::::::: ::::::::::::
سؤال من هم الأباجرة أو الاباكرة:أو البكرية: أو البجرية؟.
الجواب/ سلالة الأباجرة: هي أسرة تعود أصولها إلى العرب الأنباط حكم
أفراد من الأسرة الأبجرية في الفترة الممتدة بين ١٣٤ ق.م و ٢٤٢ م على مدينة الرها
ومملكة الرها في أعالي بلاد ما بين النهرين.
كانت هذه الدولة عبارة عن دولة عازلة بين الإمبراطورية الرومانية
والإمبراطورية البارثيية ثم أصبحت في وقت لاحق دولة تابعة لروما.
الغريب ان بعض أفراد الأسرة الحاكمة يحملون أسماء إيرانية بينما
البعض الآخر أسماءهم عربية. ووفقاً لعالم اللغويات سيغال فإن الأسماء التي تنتهي
بـ / و/ هي بلا شك نبطية.
اتبع أفراد الأسرة الحاكمة سياسة مؤيدة للبارثيين على نطاق واسع
لنحو قرنين من الزمن /وهنا لا بد من معرفة هذا التلازم بينهما ولماذا كان الحكم
مشتركا في بعض الفترات ؟ /.
في مطلع القرن الثاني الميلادي حوّل الرومان مملكة الرها إلى دولة
تابعة للإمبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور الروماني/ كاراكالا/الذي حكم من
١٩٨م إلى ٢١٧م.
وعلى الأرجح في عام ٢١٤م تم خلع الملك أبجر التاسع سيفليوس وتم ضم
أراضي مملكة الرها وتحويلها إلى مقاطعة رومانية.وبقيت السلالة الأبجرية تحكم الرها
بالاسم فقط.
/فأبجرالعاشر فرهاد/ كان يحكم اسمياً فقط حيث كان يديرها من روما
حين استقر فيها مع زوجته.
اسماء حكام الاسرة الابجرية//أريو/معبدو بن زرعو/مفردشت بن
جبارو/مبكرو الأول بن فردشت/مبكرو الثاني بن بكرو حكم بمفرده/ بكرو الثاني ومعنو
الأول حكما سويا/ بكرو الثاني وأبجر الأول حكما سويا /أبجر حكم بمفرده/أبجر الثاني
بن أبجر الأول/معنو الثاني/باقور/أبجر الثالث/أبجر الرابع/معنو الثالث سفلول/أبجر
الخامس أُكّاما بن معنو الفترة الأولى/ معنو الرابع بن معنو/ أبجر الخامس أُكّاما
ابن معنو حكم للفترة الثانية وهو الذي راسل المسيح /معنو الخامس بن أبجر/معنو
السادس بن أبجر/أبجر السادس بن معنو/أبجر السابع بن ايزاط/يالور وبرتمسباط حاكم من
البارثيين حكما سويا/وائل بن سحرو تم تعيينه من قبل البارثيين/.
لذكر هذه الأسماء غاية واللبيب الحبيب من الإشارة يفهم
نعود إلى المطلب/جاءت قبائل عربية إلى الجزيرة قبل الإسلام بقرون
منها طيئ وبكر وتغلب وأياد وتميم وقضاعة. فتسمت الجزيرة باسمهم /ديار ربيعة وديار
مضر وديار بكر/. وأطلق السريان على المنطقة الواقعة ما بين نصيبين ونهر دجلة تسمية
/بيث أربايا/أي ديار العرب.
تواجدت قبيلة تغلب على مشارق نهر الخابور ودارت معارك طاحنة بينهم
وبين بكر بن وائل مدة أربعين سنة سميت /حرب البسوس وقعت ٤٩٦م/.
كان شاعر تغلب عدي بن ربيعة الملقب المهلل جد عمر بن كلثوم وخال
أمرؤ القيس أحد المتسببين في الحرب التي ابتدأها أخوه كليب بقتله ناقة لامرأة من
بكر اسمها البسوس بنت منقذ. ولمّا قتله بني بكر انتقاما للناقة توعد عدي بالثأر
لأخيه فنشبت الحرب. من الأبطال الذين قتلوا فيها عبد الحرث بن عبد المسيح وسعدان
بن عبد يسوع بن حرب وهي أسماء تدل على مسيحيتهم.
عند الرجوع إلى تراث العرب
تجد أن مكان حرب البسوس في نجد والحجاز وقسم قال في اليمن ولو تنزلنا وقلنا بقولهم
أنها وقعت سنة ٤٩٦ واستمرت ٤٠ سنه اي انتهت سنة ٥٣٦م فمتى رحلت إلى الجزيرة
الفراتية؟ ومتى دخلت المسيحية؟ومتى دخلت الإسلام؟
علما أن المصادر السريانية وكذا العربية تؤكد بتغلغل المسيحية بين
معظم قبائل الجزيرة الفراتية حيث دانت بالمسيحية تغلب وقبائل بكر بن وائل وقبائل
إياد التي نزحت من الحجاز إلى الجزيرة واستوطنت الموصل وتكريت.
:::::::::::::::::::
قبيلة اياد/ هذا القبيلة تعتبر من أقدم القبائل العربية التي هاجرت
إلى العراق ولعلها أقدم قبيلة عربية سمعته.
كانت ديارهم بحسب رواية اليعقوبي من بعد اليمامة في الحيرة ثم
أجلاهم كسرى عن ديارهم بعد معركة ذي قار فأنزلهم تكريت ثم أخرجهم إلى بلاد الروم.
وقالت الأخبار أن القسم الأكبر من اياد بعد خروجهم من تهامة توجه
إلى العراق فنزلوا الأنبار وعين أُباغ وسِنداد وانتشروا بين سِنداد وكاظمة إلى
بارق والخورنق. وكان لهم دير الأعور ودير قرة ودير الجماجم واستطالوا على الفرات
حتى خالطوا أرض الجزيرة. وقد كثر من نزل بعين أباغ منهم وقوي أمرهم فأخذت إياد
تغير على من يليها من أهل البوادي وتغزو المغازي مع آل نصر ملوك الحيرة. وكان عمرو
بن عديّ بن نصر قد أدخل بيوتات من ربيعة ومضر وإياد في العِباد
سؤال / من هم العباد؟
الجواب:هي قبائل من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية ونزلوا
الحيرة.
حاربت إياد الأعاجم وهزمتهم بشاطئ الفرات وسيطرت على البحرين
والاحواز والكويت وجزءا من بلاد فارس حتى العهد الساساني.
كانت لاياد كعبة بسنداد تدعى كعبة شداد أو سنداد يحجون إليها ولكن
متى هل قبل أو بعد اعتناقهم النصرانية .
:::::::::::::::::::::::::::::
أجمع كسرى على قتال بني شيبان وأخراجهم من ديارهم فجيش جيش من
قيادات الفرس وقبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة اياد الكبيرة فلما
وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة اياد إلى هاني الشيباني الوائلي: نحن
قدمنا إلى قتالك مرغمين فهل نحضر إليك ونفر من جيش كسرى فقال لهم : بل قاتلوا مع
جنود كسرى واصمدوا الينا أولاً ثم انهزموا في الصحراء فننقض نحن على جيش كسرى.
وهنا أريد ان اذكر لكم ترجمة شخصية ربما فيها إشارات تساعدكم في
كشف بعض الحقائق المخفية عن أبناء الأمة.
حَنْظلة بن سيَّار بن سَعد العجلي: صاحب /قُبّة حنظلة/ التي ضربها
يوم ذي قَار فتقطعت عليها بكر بن وائل فقاتلوا الفُرْس حتى هزموهم فبلغ النبي
نصرهم فسَّره ذلك وقال:/ هَذَا أَولُ يَوْمٍ انْتَصَفَتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ
العَجَم وَبِي نُصِرُوا /
التفتوا الى هذه الجمل/ وبعث حنظلة يومئذ بخُمْس الغنائم إلى
النبيّ وبَشره بالفتح/ وكانت العرب قبل ذلك تربع اي /إن القائد والحاكم ياخذ ربع
الغنائم/ فلما بلغ حنظلة قول الله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ
شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا
عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ / من شعر حنظلة
وَنَحْنُ بَعَثْنَا الوَفْدَ بِالخَيْلِ تَرْتَمِي بِهِمْ قُلُصٌ
نَحْوَ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ بِمَا لَقِيَ الهرموزُ وَالقَومُإذ غَزَوا. وَمَا
لَقِيَ النُّعْمَانُ عِنْدَ التَّوَرّدِ
قال ابن حجر العسقلاني: وهذا يدل على أنه أسلم فإن الوقعة كانت بعد
الهجرة بمدة ولا يبعد أنه شهد حجة الوداع.
اقول/ ولا يبعد إسلامه على هذه الروايه قبل الهجرة بل يحتمل انه من السابقين الأولين. أما قول ابن حجر أن الواقعة بعد الهجرة بمدة فهذا يعني وقوعها بعد معركة بدر والدليل الآية القرآنية حيث اتفقوا أنها نزلت في يوم بدر.
0 تعليقات