آخر الأخبار

أين تقع شبه الجزيرة العربية الفراتية؟ ومن هم سكانها؟ (5)

 

 





 

فرقد الحسيني القزويني

 

 

ديار مضر:

 

سؤال من هو مضر؟

 

الجواب: هو الجد السابع عشر للنبي محمد صلى الله عليه واله وكان يكنى بابنه إلياس...

 

شعب مضر/هو الفرع الأكبر مقارنة بربيعة حتى إنه يستعاض أحيانا عن اسم عدنان باسم المضرية بمقابل القبائل المسماة باليمانية أو القحطانية ويطلق ابن خلدون على اللغة العربية اسم لغة مضر.

 

تنقسم قبائل مضر إلى قسمين رئيسيين هما قبائل قيس بن عيلان بن مضر وهم القيسية وقبائل إلياس بن مضر وهم الخندفية: أهم قبائل مضر/كنانة/غطفان/هوازن/أشجع/فزارة/ثقيف/عامر بن صعصة/عدوان/هذيل/بنو أسد/بنو تميم/الرباب/ضبة/خزاعة/.......

 

وكل قبيلة تتفرع إلى عدة فروع.

 

ملخص وصفها ما روي / دخل صعصعة بن ناجية المجاشعي الدارمي التميمي جد الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال له الرسول : كيف علمك بمضر؟

 

قال: يا رسول الله أنا أعلم الناس بهم تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر وقيس فرسانها ونجومها وأسد لسانها .

 

فقال النبي صلى الله عليه واله و سلم: صدقت

 

سؤال: أين تقع ديار مضر في الجزيرة العربية الفراتية؟

 

الجواب: ديار مضر تشمل المنطقة الواقعة على ضفتي مجرى نهر الفرات من منطقة سميساط/هامش/سميساط أو سميسط وباليونانية ساموساتا وبالسريانية: شميشط مدينة تاريخية قديمة من مدن الأناضول تقع غربي نهر الفرات جنوبي ملطية وشرقي مرعش عندها ينعطف نهر الفرات إلى الغرب كانت من الثغور الجزرية ومنها تخرج الجيوش الإسلامية إلى بلاد الروم لم يعد بالإمكان الوصول إلى سميساط الآن حيث غمر موقعها سد أتاتورك الذي تم تشييده في عام ١٩٨٩م/.

 

إلى مدينة عانة/ هامش/مدينة عنه هي جنة أعالي الفرات وهي مدينة تاريخية كانت موجودة وسط النهر الكبير ويكتب اسمها /عنه/ ولكنه يلفظ/عانة/ والكلام عنها هو الكلام عن مدينتين واحدة تاريخية أغرقتها مياه سد حديثة الذي تم إقامته في منتصف الثمانينات حيث كانت جزء من بحيرة السد فغمرتها المياه.

 

والمدينة الثانية هي المدينة العصرية الجديدة والتي تم بناؤها على طراز معماري حديث عام ١٩٨٤ عن طريق شركات فرنسية وتبعد ١٠كم عن المدينة القديمة.

 

ما نحتاجه هو الكلام عن المدينة التاريخية التي هي عبارة عن جزيرة وسط نهر الفرات.كانت من أقدم المدن في العالم حيث يمتد تاريخها لأكثر من أربعة آلاف سنة وهي مأهولة بالسكان منذ ٤٢ قرن وحتى الآن ذكرت/عنه/ في المخطوطات البابلية بالإضافة إلى مخطوطات تعود إلى آشور ناصر بال الثاني كما تم ذكرها على لسان العديد من المؤرخين مثل أميانوس مارسيليانوس وزوميوس والقديس الإشبيلي إيسيدور وذكر ليونهارت راوولف أن/ عنه/ كانت مقسمة إلى قسم تركي محاط بمياه النهر يتم الوصول إليه بالقارب وقسم آخر عربي وهو القسم الأكبر.عاش في/عنه/ البابليون والأشوريون ثم اليهود والمسيحيون والمسلمون بالنسبة لليهود فهم يهود خيبر الذين أخرجهم عمر بن الخطاب من المدينة فنزحوا حتى وصلوا إليها أما المسيحيون فيدل عليهم الدير المشهور المسمى دير مار سركيس حيث كانوا يحجون إليه كل عام بناه أحد ملوك المناذرة وبعد دخول الإسلام إلى البلاد أصبح السكان من المسلمين .

 

وتشمل/ ديار مضر/ أيضا منطقة نهر البليخ والمناطق السفلى من نهر الخابور.

 

وأشهر مدنها الرئيسية هي الرقة في الجنوب / هامش/نهر البليخ هو نهر في سوريا يَنبع من قرية عين العروس الواقعة على مسافة ٣ كم جنوب مدينة تل أبيض في محافظة الرقة بالقرب من الحدود السورية التركية يَبلغ طوله ١١٠ كم. يصب في نهر الفرات .

 

أما الرقة والتي هي أيضا من ديار مضر فقد أنشئت عام ٢٤٤ قبل الميلاد وسميت في البداية كالينيكوس نسبة إلى سلوقس الأول مؤسس المدينة الذي كان يعرف بهذا الاسم.

 

ويقول البعض أن الاسم يعود إلى الفيلسوف اليوناني كالينيكوس الذي يعتقد أنّه توفي في الرقة.

 

في العصر البيزنطي.كانت المدينة مركزا اقتصادياً وعسكريا مهما وبعد دخول المسلمين تحول اسمها إلى الرقة وتعني في اللغة الصخرة المسطّحة.

في عام ٧٧٢ م بنى الدوانيقي العباسي عاصمة صيفية للدولة بالقرب من الرقة سميت/ الرافقة/ بنيت المدينة على شكل حدوة فرس على الطراز المعماري لبغداد سرعان ما اندمجت مع الرقة.

 

وبين عامي ٧٩٦ و ٨٠٨ م اتخذ هارون العباسي الرقة عاصمة رديفة له وظلت الرقة عاصمة رديفة لبغداد لأغلب الحكام العباسيين.وفي عام ١٢٥٨م دمر المغول الرقة.

 

يوجد في الرقة قصور لبني العباس منها قصر المعتصم نسبة للحاكم العباسي وهو قصر كبير المساحة يبلغ طوله ١٦٨مترًا وعرضه ٧٤ مترًا وفي الجهة الشمالية يقع مدخله الرئيسي المؤلف من ثلاثة أبواب مدعمة بأبراج نصف دائرية ويتقدم القصر حديقة كبيرة تقع في القسم الشمالي من القصر وكذا

 

قصر البنات /أو /قصر العذارى/ وهو أحد أهم القصور التي أقامها العباسيون في الرقة ويبعد القصر نحو ٤٠٠ م إلى الشمال من باب بغداد . يغلب على طابع بناء قصر البنات كغيره من آثار بلاد الجزيرة استخدام اللبن الطيني المجفف بالشمس والجص والخشب ويُعتقد أن هارون كان قد هدم أجزاء كبيرة منه وأعاد بناءه بالآجر شأنه في ذلك شأن جميع المنشآت العمرانية التي تعود إلى زمن المنصور في بغداد والبصرة والكوفة التي أعاد الرشيد بناءها بالآجر من جديد.

 

أقول /لا يوجد فارق زمني معتد به كي يجدد البناء.

 

يرى /آرنست هرتسفيلد/ الذي درس الموقع عام ١٩٠٧م ان البناء يعود الى القرون الوسطى بناء على وجود زخارف معمارية غنية ترقى إلى ذلك العصر وجاءت لقى المكتشفات الحديثة لتدعم هذا التأريخ وتعيد هذه اللقى إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي.

 

هناك إشارة تاريخية مهمة للغاية قالوا إن الهدف من بناء القصر هو أن يكون مقر إقامة لهارون العباسي حيث أقام فيه مدة اثنتي عشر سنة ولم يفكر بالعودة إلى بغداد حتى مات سنة ٨٠٩م أثناء حملته على خراسان في شرقي إيران.

 

هذه الإشارة متروكة لكم أحبتي ابحثوا فيها ودققوا وقارنوا بين آثار العباسيين في الرقة وآثارهم في بغداد أين قصورهم في بغداد وقد حكموها ما يقرب من ٥ قرون؟.

 

والرها في الشمال/ ذكرناها سابقا/ وغيرها من المدن الكبرى مثل حران/هامش/ حران مدينة قديمة في بلاد ما بين النهرين تقع حالياً جنوب شرق تركيا عند منبع نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات ذكرت في التوراة على أنها المدينة التي استقر فيها النبي إبراهيم بعد هجرته من أور.سميت عند الرومان باسم كارهاي دخلها المسلمون عام٦٣٩م. تعد سهول حران من المناطق الزراعية الرئيسية في الجزيرة الفراتية.

 

اسمها ربما كان من أصل أكادي معناه طريق أو قافلة.

 

كانت المدينة مركزا تجاريا لكونها على أحد الطرق التجارية الرئيسية بين بابل والبحر المتوسط وقد اتخذت إِله القمر إلها لها.

 

تغرّب فيها تارح وإبراهيم مدة من الزمن ومات تارح هناك كما في سفر التكوين وسكنت فيها أسرة ناحور ولابان أخو رفقة ويعقوب واستولى عليها الاشوريون كما ورد في سفر الملوك واشعياء.

 

في سنة ٥٣ ق.م. انهزم القائد الروماني كرسوس في عهد يوليوس قيصر بالقرب من حاران أمام القائد الفارسي سورينا وذُبح بطريقة وحشية بعد ذلك.

 

المدينة الآن قرية صغيرة لا تزال محتفظة بالاسم حران من اشهر مَنْ خرج منها إبن تيمية الحراني.

 

::::::::::::::::::::::::::::::

 

جغرافياً وسياسياً، كانت ديار مضر جزءاً من الجزيرة الفراتية في أوائل العصر الإسلامي.

 

 وفي منتصف القرن ١٠م أصبحت المنطقة تحت سيطرة الدولة الحمدانية وفي عهد سيف الدولة الحمداني تم فصلها عن الجزيرة الفراتية ومن الحمدانيين في الموصل وتم ضمها لشمال سوريا تحت حكم إمارة حلب.

 

بعد فقدان الحمدانيين السيطرة عليها أصبحت ديار مضر ومدنها تحت سيطرة دولة بنو نمير/هامش/ بطن من عامر بن صعصعة وهم أبناء نمير بن عامر بن صعصعة يرجعون إلى مضر/.

 

أما مدينة الرها فقد تم غزوها من قبل الإمبراطورية البيزنطية تحت قيادة جورج مانياكيس في عام ١٠٣٢م.

 

بعد ذلك أصبحت المنطقة مقسمة إلى مناطق شمالية حكامها حكام معظمهم من المسيحيين بينما القسم الثاني التي تبدأ من منطقة حران إلى نهر الفرات فما يزال تسكنه القبائل من العرب.

 

الصور لقصر البنات أو العذارى في الرقة

 

 ما هي ديانة قبائل الجزيرة العربية قبل الاسلام؟.(4)

 

إرسال تعليق

2 تعليقات