علي الأصولي
ونحن في ختام هذه الأوراق البحثية وفتح بعض ملفاتها التأملية على
مستوى التاريخ والعقيدة، نختم هذه التأملات وموقع قبر العقيلة(ع) إذ أن المعروف
على أن قبرها في الشام وخالفهم السيد الأمين العاملي حيث ذهب إلى أن العقلية
زينب(ع) بحسب الثابت التاريخي دخلت إلى المدينة المنورة ولم يثبت خروجها منها، غير
أن تاريخ ومحل وفاتها مجهول، والقبر الموجود في الشام مجهول النسب بحسب ما أفاد
الامين، ومن الغرائب أن السيد محسن الأمين دفن قريب القبر الذي عبر عنه بالمجهول
هناك ولا أحد يدري هل دفن بوصية منه أو بناء على رغبة العائلة!
ويوجد رأي بأن القبر الموجود في ضاحية دمشق فهو لام كلثوم بنت
علي(ع) كما جاء في كتاب كامل البهائي، وذكر هذا الاسم ابن بطوطة في رحلته على أن
هناك مشهد ينسب إلى لم كلثوم بنت علي(ع)، وحتى قبل أن القائمين أرادوا تجديد
البناء وقاموا بأعمال الحفر لبناء الأساسات ووجدوا رخاما من صخر مكتوب عليه هذا
قبر زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم أبنت علي بن أبي طالب أمها فاطمة البتول سيدة
نساء العالمين أبنت سيد المرسلين محمد خاتم النبيين(ص).
فإن صحة هذه العبارة والنقل فإن هذا المرقد لا يعود للسيدة
العقيلة، وذلك لأمور:
أولها: زينب معروفة بالكبرى لا بأم كلثوم كما نص المسعودي والشيخ
المفيد،
ثانيها: أن عبد الله بن جعفر في المدينة لا في الشام وهذه ردا على
من قال دفنت مع زوجها في الشام،
ثالثها: دعوى مجيئها للشام فهو حدس لا حس.
وبالجملة: أقول، أن الثابت والمتيقن هو رجوع السيدة زينب(ع) للمدينة
بحسب الوثائق التاريخية المتضافرة،
على أننا شككنا وسفرها للشام، وبمقتضى الاستصحاب الأصولي هو البقاء
على اليقين السابق وهو رجوعها للمدينة المنورة، ولا يمكن رفع اليد عن اليقين بشك
لاحق التزاما بالأصل والله العالم ...
0 تعليقات