عز الدين البغدادي
كان عضو البرلمان الهولندي يورام فان كلافيرين معروفا بمواقفه
المناهضة للإسلام، وكان يمثل الذراع اليمنى للسياسي الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز
وله مواقف في مجلس النواب الهولندي في الدفاع عن رؤية حزب الحرية اليميني المتطرف
حيث عرف عن هذا الحزب دعوته لمنع ارتداء البرقع وبناء المآذن، كما انه لا يخفي
رغبته في "عدم وجود إسلام في هولندا أو أقل الممكن".
اراد كلافيرين أن يكتب كتابا ليكون مرجعا نظريا لرؤيته الناقمة على
الإسلام لكن أثناء قراءاته ومراجعاته تغيرت فكرته وتغير مشروعه وتحول كتابه إلى
مشروع لكتاب آخر سماه "الارتداد" يهدف الى دحض حجج غير المسلمين على
الديانة الإسلامية.
في لقاء معه على راديوNPO الهولندي تحدث عن علاقة المسلمين بالهجمات الإرهابية، مؤكدا على
أن المتطرفين لم يفهموا الإسلام بشكل صحيح، بالإضافة إلى تحدثه عن "مكانة
المرأة في الإسلام" ومسألة تعدد الزوجات.
من الغريب أن هناك حادثة أخرى حدثت من عضو آخر في هذا الحزب، ففي
عام 2013 اعتنق الإسلام أرنو فان دورن وهو عضو المجلس البلدي السابق في لاهاي عن
حزب الحرية اليميني المتطرف أيضا.
بقيت سيلفيا رومانو، موظفة الإغاثة الإيطالية رهينة عند خاطفيها في
كينيا لمدة 18 شهراً في شرق إفريقيا، إلى أن أطلق سراحها ووصلت الى روما في
مايو/أيار 2020 بعد يوم من إطلاق سراحها. وعندما نزلت من الطائرة لوحظ أنها كانت
ترتدي رداءً فضفاضاً يغطي رأسها، وقد نقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) عن
مصادر مطلعة أنها اعتنقت الإسلام في الأسر وقد أكدت سيلفيا او عائشة وهو الاسم
الجديد لها أنها اعتنقت الإسلام أثناء سجنها في الصومال وذلك بعد أن سلمها خاطفوها
الكينيون إلى حركة الشباب الصومالية، مضيفة: "صحيح لقد اعتنقت الإسلام"،
وفقاً لما نقلتة وكالة "نوفا" الإيطالية. وأضافت سيلفيا: "ولكنه كان
خياري الحر، لم يكن هناك إكراه من الخاطفين الذين عاملوني دائماً بإنسانية".
ونفس القصة تكررت قبل أشهر قليلة مع الرهينة الفرنسية صوفي بترونين
التي احتجزت في مالي والتي أعلنت إسلامها، فور وصولها إلى الأراضي الفرنسية.
وقالت صوفي لوسائل الإعلام إنها ستدعو وتطلب البركة من الله من أجل
مالي، وفاجأت الجميع بأنها أصبحت مسلمة واسمها الجديد مريم.
ما أريد أن أقوله بأن الإسلام يملك سحرا خاصا، إنه دين منطقي، وهو
فعلا دين فطرة وصدق ووضوح معرفيا وأخلاقيا، وأنّ كثيرا ممن ينتقدون الإسلام أو
يتهجمون عليه أو يتأثرون بطروحات من هذا القبيل عليهم أن يفهموا الأمور دون تعصب
وانفعال، من حقهم ان ينتقدوا أو يشكلوا لكن وفق رؤية علمية ومنهجية لا تغفل أثر
العامل التاريخي في فهم الحوادث والاحكام، يفترض ان يفهموا علم الاجتماع الديني
وعلم النفس الديني وان يدركوا الاهمية الكبيرة اجتماعيا وسياسيا لمفهوم الهوية،
ولا بد ان يعوا الحاجة والحاجات التي يوفرها الاعتقاد الديني والأماكن التي يفشل
فيها وأخيرا ان يميزوا دون خلط بين الواقع والرؤية والدينية الفعلية.
0 تعليقات